خاطرة

كورونا والبداية بقلم: إسلام مرزوق العليمات “


كورونا والبداية

ليست فقط بلادي خاوية، بل وأنا أيضا أشعر بخواء شديد داخل رأسي الذي كان يملأه ضجيج المركبات ويمنعني من النوم، الآن لا أريد النوم، هذا الهدوء أشدُّ قسوة من الأرق والسهر لسبعين ليلة متتالية، جدران هذه البلاد تحنُ بصمات ساكنيها، وأزقتها قد اشتاقت لأصوات خطواتهم، وهوائها قد حنَّ لرائحة القهوة الصباحية وخبزِ الطابون، قد حنَّت هذه البلاد لنا، ونحن أيضا، كل هذا الحنين؛ لأنه فجأة ودون سابق إنذار تلاشت كل القضايا، وتوقف تذمر الشعب عن الحال المعتاد بالبلد، كل ما كان مشكلة رئيسة أصبح الآن لا يعني أحد، تعطلت القطاعات الخاصة والعامّة كافة عدا عن قطاعيّ الصحة والأمن فهم الآن يعملون ليلاً نهارا يداً بيد، يدٌ تعالج ويدٌ منهم تحمل السلاح، مجرد فيروس بسيط لا يرى بالعين المجردة أفزع العالم أجمع، وتلفاز هناك لا يهدأ عن عرض شريط أحمر لا يبعث سوى الكآبة والحزن في كل دقيقة نبض يتزايد خوفا على أرض استردت كرامة أمة كاملة، أن الأردن عزيز مهما حصل وكيف ما كان سيظل عزيزا شامخا ذو كرامة، هل رأيتم، توقفت كل المناوشات والتذمرات والاعتراضات واتحدت قوة الشعب لتصب في مصلحة البلاد، الجميع ينتظر الساعة الثامنة مساء ليستمعوا لنشرة الأخبار التي يلخصها ذلك الوزير الإنساني الذي ترى في ملامحه الكرامة والشهامة ترى في صوته حنيت قلبه على هذه البلاد التي لم يبخل عليها أبدا، جعل من مراقبته لهذا الفيروس وتعامله معه وكأنه وضع شماغا على رأس كل منا ليشنق ذلك الفيروسان حاول اقتحامنا، أنه الوزير الدكتور سعد جابر الذي جعل من نفسه شماغا أحمر اللون ليوهب دماءه لأجلنا نحن ولمحاربة هذا الفيروس وليقف بجانب قائدنا الفذ عبدالله الثاني بن الحسين الذي يحفظ ملامح شعبه كما يحفظ تاريخ وخارطة الأردن، القائد الذي اطلالته بالزيّ العسكري تجعلنا نتأكد ان السلام الملكي اجمل موسيقى حديثة تعلمنا معنى الحب والشغف والعنفوان والسلام، كل هذا مقدم لنا، شعبي العزيز نحن في المملكة الاردنية الهاشمية بمعنى اننا في جنة على الارض، هيا معاً لنقف معهم وقفة الأسد في العرين، ونتغلب على هذه الأزمة هيا نناشد معا ونقول: عدّ سالما يا وطني، عُد سالما يا أردن، عدّ بفقرك، ففقرك غنا، عدّ بضيقك فضيقك فضا، عدّ كما شئت فقط عُدّ، فوالله يعزُّ علي ان اراكَ تتأذي، “شد حيلك يا بلد”.

إقرأ أيضا:حزن الأيام بقلم رنيم محمد عبيدات

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
بحث جاهز عن الأمن السيبراني doc
التالي
التواضع بقلم أمل حاتم عشاير

اترك تعليقاً