مقالات ونصوص متنوعة

سوداوية، بقلم: أفنان أبو شمالة

سوداويّة
“” اعيش ساعاتِ النهار بانتظارِ الليل، كطفلٍ يرتمي في حُضن أمه جاهشًا بالبكاء على اللاشيء، فقط لأنها قد تأخرت عليه، بالغًا يتكئ على كتف صديقه مُتعبًا، أو عجوزًا يتلذذ بالشاي أمام موقد نار مع عائلته،
يُخيِّم الكون الأسود بداخلي، حتى شعرت أني شيئًا من فُتاته،
اتحسس الغموض بين ثناياه، رُبما في أعماقِ البحار، أو إنصات النجوم للحكايات، وما وراء هذا العالم، الأصوات التي يُصدرها الصمت، وفتيلِ المشاعر التي تبدأ بالإشتعالِ تزامنًا مع مُنتصفه، ولونهِ المُغيَّب خلفه الالآف من الحقائق، وخبايا المجرات والكواكب التي تعجز أن تلتقطها كاميرا عابرة، وتحقيق العلماء في أُصول سِحرها المجهول، وثلث يتنزل فيهِ الكريم بجلالته، يُلاقي فيهِ مَخلوقًا يسرد سرّه مُبتهلًا، خاشعًا لِحُبه، ورُبما تتردد على مسامعهِ آية عظيمة، تقول: “وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا”، وهمس الشمس للأرض قبل الغروب، وغفوة القمر على رمشِها وقت الظهيرة، وتعشيش الطيور تحت أزقة الأشجار موارية صغارها تحت جناحيها، ورواية استيقاظ الروح وموت الأجساد، وسر اتصال المرء باللّٰه، وخفايا القلوب، وجوهر العلاقات، وهيبةِ لونِه في الألبسة والجمادات، والكثير من خباياه.
لكن السؤال الذي لا زال قائمًا، هل يتقمص المرء كونًا يُحبه دون وعيٍ منه، ايتغلغل كونًا عملاقًا في باطنِ شخص، مُمتزجًا بجوهرهِ وفطرته ! ?
أفنان أبو شمالة

إقرأ أيضا:نبضاتُ قلب، بقلم ملاك سمير جرادات

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
البعد بقلم اعتدال الدرابسه
التالي
بحث جاهز عن الأمن السيبراني doc

اترك تعليقاً