خاطرة

خاطرة عن الام 2021 جديد

أُمي؛ جئت لأخبركِ قليلاً عن تلكَ التغييرات الّتي أصابتني بعد تلكَ الليلة الّتي أغرقتني نوماً وأنا بقربكِ وَأنتِ تقصّين علي القصصِ والحكايا الّتي لطالما قصصتيها على مسامعي أتفاعلُ معها وكأنّها المرّة الأولى الّتي أسمعها!!

لَكن هَذه المّرة أنا الّتي ستحكي لكِ قصصها، فَاقرأيني بتمعّن..

أتيتُ إليكِ مُثخَنة وَالخمسة عشر خريفاً على كاهِلي ، كانَ من الأجدرِ بها أن تكون ربيعاً لكنها أبت!!

أُمّي.. ما عادت ابنتكِ كَسابقِ عهدها!

أنا الآن أختلفُ تماماً عن تلكَ الطِّفلةِ الشّقية الّتي تعشقُ احتساء الحليب بِالشوكولاته السّاخنة، وأكثر ما تبغضُ الاستيقاظ باكِراً.

أصبحتُ ناضِجة إلى أقصى حدود الإرهاق، وما زِلتُ مُراهقة لِدرجة النّضج، عصيّة على الفهم أحياناً وَمتصالِحة مع نفسها أحياناً أخرى.

ما عادَ يُربِكني أيُّ خبر، لَكني تفهّمتُ تنبيهاتكِ لي وأخذتُ بالحَذرِ، بَل وَأصبح يُحيطني من كُلِّ حدبٍ وصوب صبر! صبرا لا أدري ماهيتهُ ولا مصدره.. فَلم أعهدهُ في طبعي من قبل! لطالما كنت أُحاوِلُ أن أُسرّع الأحداث وَأنتهي من كلّ واجباتي بِأقلِّ وقتٍ ممكن، أكثر اللحظات الّتي كنتُ أتمنّى أن أتمكّن من استعجالها والتملّص من وطأتها هيَ لحظاتُ الانتظار.

لقد كانت أوامركِ بالنّوم مُبكّراً مُتأهّبة تمام التّأهّب دائماً على حافّة شفتيكِ لِلتوجّه نحوي في كلّ ليلة، لطالما كنتُ أعتبرها عقاباً وتهذيب!

إقرأ أيضا:آمال قلب، بقلم:رغد حسام المهايني، “خاطرة”

أما وأنا في آني هذا، أكثر ما أتوخّى فعله هو وضع لمسة الخِتام لِيومي الكؤود، المملوء باللاشيء وبكلّ شيء، من خلال الرّقود بِجذل.

الآن يا أُمي.. لم تعد أشيائي مُبعثرة كما كانت سابِقاً!!

أصبح تنسيقها يتناسبُ طرداً مع بعثرة أفكاري وكلماتي الّتي أكتبها، وَتشتّت هواجسي المُبهمة وَمدى مشقّتها الأُجّة الّتي لا أدري متى يخبو سعيرها.

أتمنّى أن أظلّ اِبْنَتك بِكاملِ رِّقتها وإشراقها، دونَ أن تمسّها لعنةُ الأقدار وغياهِبها.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
كلمات حزينة 2021 جديدة
التالي
خواطر عن الحياة 2021 جديد

اترك تعليقاً