عرفته فتى تائهاً في طرقات حياته…..لا تعرف بدايته ولا نهايته!…
عرفته ورقة لينة تتقاذفها الرياح من مكان إلى أخر…عرفته في ذلك …يُضرب لا يَضرب…يُداس لا يدُوس…
عرفته شاباً غامضاً بين الناس ولكني رغم كل ذلك العناء احببته…احبه محبة يمتزج فيها الاسف بالاشفاق
احبه لأني ارى في عينيه عالماً ملؤه الحزن والاسى ….عالماً اختلط فيه الواقع بالخيال…عالما بغيضاً يأسر روحه غربة ووحدة !
هل هو مسكين ؟….ام ضاع في متاهات الحياة المظلمة!؟
هل هو سعيدٌ بما هو عليه ؟….ام السعادة لم تطرق باب نفسه لعمر كامل؟!
عندما امر بجانبه …استمع الى نبضات قلبه ..نفسه المتقطع … دقاته الحزينة …. تنهيدته المدلة على العناء!
عندما انظر اليه يخيل اليَّ اني انظر الى ملاك رغم كل الاوساخ المتراكمة على جسده والمتناثرة على وجهه إلا أنه يبدوا لي صافياً نقياً لا يحمل على كاهله ايٌّ من الذنوب
“في إحدى المرات إقتربت منه و إبتسمت له ، و إذا به يفتح شفتيه للمرة الاولى ….يسمعني صوته الاجش الذي حمل أثقال العالم بأسره ليقول لي لأول وهلة “: دعيني انام….دعيني اعرف طريقاً للسلام والهدوء…فقد تعبت روحي و اخرَّت قواي عن تحمل كل ذلك ….فقد شبعت روحي قسوة برد الايام والليالي!
وماكاد يكمل كلامته حتى اخدت هذه الروح الى ربها….تركتنا هذه الروح الطاهرة واستقرت اين ما أذِن لها رب الكون ….تاركة ورائها جسداً لا حراك فيه …قلبه اصبح لا يفرق عن الحجر شيئا…صوته توقف…عيناه استقرت…وجميع ملامحه تحجرت….حينئذَ عرفت انها النهاية ….. وان الحرب العالمية الثالثة ليست الا بحرب القلوب…. وليست الا على الشبان …لا يملك ذي الضعف والسلام منها شيئاً!
السلام الحقيقي ليس في كوكبنا هاذا…السلام الحقيقي حين تفارق اجسادنا هذا الكوكب…يقف في لحظة وتصعد ارواحنا…وحينها تبدأ الحياة الحقيقة..خالية من الفناء…الحزن..الاسى… بها ربٌ رحيم عوضنا بـ جنة بدل دنيا فانية !
Comments
0 comments
