مقالات ونصوص متنوعة

والقيتْ عليّ محبة منكِ

بدأُت حياتي منذُ ولادتي مغلقةُ العينينِ لا أسمعُ سوى صوتٌ رقيقٌ في أنينِ أذنيَّ تتفتحُ عينايَّ قليلاً أرى زهرةٌ بذلت حتى ذَبُلت حتى انجبتني من جوفها،ومن تعبها وسهرها.

إلى جنتي التي لا تضاهيها جنات الدنيا :
أمي لن أجدَ وسادةً أكثرَ رقةً وراحةً منكِ، يكفي من هذا العالمُ حضنكِ الدافئ،قبلةٌ مشبعةٌ بالحنانِ تتطبعيها على وجنتيّ كلَ صباحٍ ومساء،وكلمة جميل تطرقَ مسمعي بكل حدة،كفيلة أن تسعدني جميع الاوقات المُكتظةِ بالحبِ.
كتبتُ أشعارًا وقصائدًا لكِ لكنها كانت فاشلةً جميعها في ظلِ حضوركِ.

لمْ أجد إقتباسًا ولا نصًا ينصفُ حنانكِ،لن تكفي مئاتُ الكلماتِ ولا ملايين السطورِ، لتعبرَ عمّا فعلتهِ من اجلنا،اقسمُ لكِ يا أمي أنني لم أجدُ من يُعوِضَنَي عن حضنكِ المكتظٌ بالحب، وأملكِ الصادقُ،كلُ الكلامِ كانَ لا شيئ بالنسبةِ لحديثي معكِ،لن يعرفني شخصٌ ولن يحبني احدْ اكثرَ منكِ،ولا أريدُ مقارنتكِ بإحد،لإنك بعد الواحد الأحد،ولا غيركِ أحد.

من قلبي وروحي سلامُ اللهِ عليكِ واطيبُ تحيةً مني لكِ هذا كلُ ما سأقولهُ لكِ يا جميلتي.
احببتكِ حتىٰ بلغَ الوهنُ منكِ واشتعلَ الراسُ شيبا،
احببتكِ حتىٰ انحنى الظهرُ وبلغَ العجزُ منكِ والكبرُ،
احببتكِ يا أماني ومأمني وأمتي وحضني الدافئ ،
يا جسدي المرهقُ وروحي المتعبةُ وعينيَّ التي لا تنام،
كنت اعلم أن الحياةَ لا تساوي ثمناً منها من دونكِ،لا تساوي العيشَ والبقاءُ.

إقرأ أيضا:طريقة ملفوف محشي

الرحيلُ عنِ الحياةِ اهونُ علي من غيابكِ وعدمُ لقياكِ ِ، انتِ من تعوضينني عن غيابِ الجميعِ لكنَّ غيابكِ لن يعوضهُ ايّ شخصٍ كان
بيتي هو حيثما تكوني…. أماني حيثما اجدكِ.

على لسانِ الشاعر حافظ إبراهيم في وصف الأم كالمدرسةِ الاولى التي يتعلم منها الجميع:
“الامُ مدرسةٌ إذا اعددتها
اعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
الأم روضٌ أن تعهده الحيا
بالريّ اوراق أيما ايراق
الأم استاذُ الأستاذةِ الاولى
شغلت مأثرهم مدى الآفاق”.

أمي الغالية أسألُ الله العظيم أن يرزقكِ الجنةَ بلا حسابٍ ولا سابقَ عقاب، فقد جفَ الكلام،وحلَّ الظلام،وخضتُ مراحل الإنهزام،ولن أجدَ ما يصفُ بعدكِ عني من أرقام،ودخلتُ فتراتٍ تملئُها الألام، وأنتِ بقيتي بجانبي يا كل السلام،أنتِ التي نشلتيني من الأوهامِ إلى الأحلام،أحبكِ جدًا،وأعتذرُ عني صوتي الذي يعلو فوقَ صوتكِ،لذلكَ أنا التي يجب أن تُلام.

رأيتِ التعب يتجولُ حولكِ وليسَ فقط بداخلكِ،من أجلي ومن أجلي ومن أجل عالمكِ الخاص أخوتي،تحملتي كلَ الصعوباتِ كلَ الآلآمِ تخليتي عن راحتكِ من أجلنا منحتنا وقتكِ وعمركِ وحرصتِ على تربيتنا وجعلتها الهدفَ الأول الذي تعيشين من لإجله.

شكراً لكِ يا أُمي.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ليلة البارحة،بقلم:حلا ناصر
التالي
الموضوع عن ث ورة قلم

اترك تعليقاً