مقالات ونصوص متنوعة

خُرافات جَدّتي، بقلم: آلاء المصري”خاطرة”

ألا ليتَ قلوبنا مُحصَّنة بجدارٍ شديدِ الصّلابة فلا ينبضُ لمن لا يستحق ولا يخترق فنصابُ بالخيبةِ ونُعاني الإنكسار . اليوم هو بداية أسبوع جديد مع بداية سنة جديدة ، منذُ بدايتها وأنا أشعر بالسّعاده رغمَ أنفٍ كل المعوقات والمشاكل التي تستدعي تعاستي .. لكنّني واثقة أنّ وراءَ كلّ ذلك سعادةً لا أدري أين سألقاها أبدا أو الأصح هل سألقاها يومًا ما ، أم أنها ستبقى معلقة كباقي الأشياء التي توقعتها وأحسست بها يوما …. لا أدري أين الخلل ، أهو موجود بي أنا أم بإحساسي الفاشل وبجدارة. لكنّني سأبقى على أملٍ ولن أتنازل أبدا فقد تعودت منذ الصِّغر على المقاومة ، وأن أكونُ كمن هو موجود في موقعِ دفاعٍ أثناءُ حربٍ شرسة جدا . لأدع نفسي تُحارب وحدها وأخبركم عني قليلا ، أنا لا أأمن بالحب أبدا ، وأأمن بعدم وجودة إلا في الأفلام والمسلسلات ، وأعتبره من الخرافات والأساطير التي كنت أستمتع جدا عندما تقصها علي جدتي قبل أن أنام . كنت أنتظر حلول الليل ، أصبحت أحب الظلام ، فقط لأستمع لهذه الخرافات المسلية جدا. فتارة يموت الحبيبان ، وأخرى يفترقان ، نادرا ما تكون النهاية سعيدة ويلتقي الحبيبان ولا يفترقان ابدا . لذلك لم أأمن بالحب يوما ، والآن عندما كبرت ، لم تعد جدتي تقرأ لي قبل أن أنام ، حتى أنها لم تعد موجودة أصلا ، فقد أخذها الموت مني . لكن سماعي للأساطير والخرافات لم يتوقف ، التغير كان فقط بمن يقصها ، فقد استبدلت جدتي بصديقاتي وتجاربهن بالحب ، والتي تشبه إلى حد ما خرافاتها رحمها الله واسكنها فسيح جنانه . لكن ما لم أحسب له حساب في يوم من الأيام ، هو أن أصبح ضمن أحد هذه الخرافات وبطريقة غريبة جدا . لم أكن أتوقع حدوثها ولم تخطر على بالي يوما .فقد كنت أستمع لتلك الخرافات بكل سعادة ، وأتمنى أن أعيش إحداها ، لكن عقلي يرفض هذه الأمنية مباشرة فأنحيها جانيا وأوصد باب قلبي جيدا . لا أدري كيف استطاع هذا الشاب أن يتجاوز كل العقبات التي وضعتها كي لا يصل أي إنسان إلي ، لا أدري لماذا طرق باب قلبي ، ولا كيف فتحته ، أو كيف قام باختراقه من دون إذن مني . لكن ما أنا متأكدة منه أنني وقعت في حبه لدرجة الجنون لدرجة أنني أبحث عنه في كل الوجوه أمامي .. أشتمه وألعنه أتكلم عنه بما لا يليق ، لكن من خارج قلبي وأتكلم وأنا أحترق . لكنه يستحق كل ما أقول فهو من فك أسر قلبي وجعله حرا ، فأنا الآن ليس بيدي حيلة حتى أعبر أو أغير أو أفعل أي شيء تجاه مشاعري… الآن و كما تعلمت أن أفعل عند مواجهتي أي شيء ، علي أن أقوم بالمثل مع مشاعري ، أجل علي أن أحتفظ بها داخلي ولنفسي ، نعم لنفسي فقط . لا أشاركها أحد حتى لا تفقد عذريتها . كما أخبرتكم ، كنت أتمنى أن أكون ضمن أحد خرافات جدتي ، لكنني الآن أتمنى أن أكون إلى جوارها ، كي أحضى ببعض الراحة .. أتمنى أن أستعيد نفسي ، أن أعود كما كنت ، لكن هذا هو المستحيل بأم عينه والذي لن أصل له مهما فعلت .. هناك ما لم أخبركم به أيضا … أنا أحب التفاصيل ، تغريني حد الإغماء ، وعلى صعيد آخر ، فأنا واقعية أيضا ، أحاول أن أفصل أحلامي عن واقعي حتى لا أعيش ضمن أي خيبة تنهيني رغم كل صمودي السابق . لذلك لأجعل جانبي الواقعي يدير كفة الكلام الآن وليقدر ما أعيشه … لأعترف لكم ولنفسي ، أن ما سبق لا يتعدى أن يكون خرافة . لأنها لن تكون واقع أبدا في يوم من الأيام ، لبعد المسافة بيننا واختلاف أفكارنا . إن كثرة المقاومة ، إجبار النفس على البقاء واقفة ، ومنعها من الإنهيار يؤدي إلى أنها سوف تنهار لأتفه موقف وذلك لأنها وصلت حد الإشباع فلم تعد تملك من زمام أمرها شيء . عند ذلك ستكون هذه أصعب الهزائم وأكثرها وقعا على النفس … وهذا ما حصل معي تماما ، فليكن الله في عوني ويعينني على استرجاع نفسي بأسرع وقتٍ أو فلتسير الأمور كما خطّط لها رب الأرباب ويجعل الخير فيما سأصل إليه مع الأيام .

إقرأ أيضا:طريقة عمل كفتة الدجاج

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
تسجيل مرئي بقلم:نُـورا عبـد الحكـيم نصـر
التالي
رسم بقلم :بُشرى إدريس

اترك تعليقاً