الكبائر في الإسلام

عواقب خطيرة لقطع الأرحام

خطر قطيعة الأرحام

قطيعة الأرحام كبيرة من كبائر الذنوب التي توعد الله القوي العزيز مرتكبها بألوان من الوعيد والعقوبات العاجلة والآجلة في الدنيا والآخرة كيف وقد قال الله تعالى للرحم حين عاذت به من القطيعة من قطعك قطعته فقاطع الرحم مقطوع من الله تعالى ومن قطعه الله عز وجل فأي خير يرجوه وأي شر وسوء يأمن منه في عاجل أمره وآجله مادام متصفاً بقطيعة الرحم فعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي r قال: “ما من ذنب أحرى أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم”([1]).

وروى ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r : “أسرع الخير ثواباً البر وصلة الرحم وأسرع الشر عقوبة البغي وقطيعة الرحم”.

إذا علم ذلك فقطيعة الرحم – والعياذ بالله – من أسباب طمس القلوب وعمى البصائر والحرمان من العلم النافع بل ومن كل خير لأنها من الفساد في الأرض الذي حكم الله على أهله باللعن وسوء العقاب في الحال والمآل قال تعالى: }فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا{ ([2]).

إقرأ أيضا:السحر والشعوذة في الأردن بقلم:”نوال عبدالله العظامات “

وقال سبحانه: }وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ{ ([3]).

وقد روي عن النبي r أنه قال: “إذا ظهر القول وخزن العمل وائتلفت الألسن وتباغضت القلوب وقطع كل ذي رحم رحمه فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم” ([4]).

وقد ورد أن قاطع الرحم لا يقبل عمله فقد روى أحمد بإسناد رجاله ثقات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول
الله r يقول: “إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم”. وقاطع الرحم قد عرض نفسه لعدم استجابة دعائه روي أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يوماً جالساً بعد الصبح في حلقة فقال: أنشد الله قاطع رحم لما قام عنا فإنا نريد أن ندعو ربنا وإن أبواب السماء مرتجة -أي مغلقة- دون قاطع رحم.

وقطيعة الرحم تجعل صاحبها شؤماً على المجتمع الذي يوجد فيه روي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقول: “لا تنـزل الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم”([5]).

إقرأ أيضا:ما هو الزنا

([1]) سورة محمد الآيات: 22 ، 23 ، 24.

([2]) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

([3]) سورة الرعد آية 25.

([4]) رواه الطبراني في الأوسط والكبير.

([5]) رواه البيهقي في شعب الإيمان.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
دعاء الصحابي ابو الدرداء لتحصين البيت
التالي
ما قصة الضفدع مع إبراهيم عليه السلام ؟ وماهو الحيوان الذي كان يرمي الحطب على نار إبراهيم ؟ وما حكم قتلهما ؟

اترك تعليقاً