خاطرة

“فراق الأحبّة” بقلم ميس ماهر يامين(خاطِرة)

بُركانٌ مِنَّ الدّماءِ والبكاء…. سُكُونٌ وَ رُكود…. حِيرَةٌ وَنَظَرات…. فَرحَةٌ كاذِبةٌ تَرتَسِمُ عَلى الأَوجُه وَمِنَّ الدّاخِل تَتَقَطّعُ شَرايينُ أَجسادِنا…. كَلِماتٌ تَسري مِنْ أَفواهِنا سَيَلانًا…. لا نَعلَمُ كَيفَ نُخرِجُها أَو كَيفَ قُلناها….. تَتَلعثَمُ شِفاهُنا… وَتَرتَجِفُ أَقدَمُنا… نَتَمَنّى لَو يَتَوقّفُ الزّمَنُ وَ يَعودُ بِنا إلى الخَلفِ… لِتَعودَ بِنا أَيّامُ الفَرحَةِ،أيّامُ اللّقاء…. قَلَقٌ وَأفكارٌ تَنسابُ لا تَتَوَقّف…. ماذا سَيَحدُث؟ ماذا حَدَث؟ وَلِماذا؟ نَكرَهُ قَدَّرَنا في تِلكَ اللَّحظة وَلَيسَ إلّا لِماذا؟…. نَحبِسُ الدّموع… وَنَستَمِرُّ بِالخِداع والابتِسامَةُ الكَاذِبة…. وفَجأَةً يَفيضُ ذَلِكَ البُركانُ مِنَ الدُّموع…. يَملَأُ المَكانَ بِالمَشاعِرِ القاتِلة… وَتستَمِرُّ الدُّموع… وَالكَلِماتُ لا تَتَوَقّف… ولَكِنْ هَل تُرضِينا هَذِهِ الكَلِمات؟؟… صدّقوني لا،فَلَيسَ هُنالِكَ أَجمَلُ مِنْ أَنْ تَكونَ مَعَ الأَشخاصِ الَلّذينَ كُنْتَ مَعَهُم طَوَال حَياتِك…. وتَبدأُ المُصافَحَةُ ويَبدأُ الفراق… والقُلوبُ تَحتَرِقُ بِنارِ ذَلِكَ البركان…. وَتَدُقُ السّاعَةُ وَتَمشي الثَّواني دُونَ أَنّ تَتَوَقّف لا تَعِبَةً وَلا مُرهَقة بَل تَستَمِرُّ بِالمِضي قُدُمًا لِتَصِلَ إلى تِلكَ اللَّحظة… نَعم تِلكَ اللَّحظَة الّتي نَكرَهُها… لا أَقوى عَلى قَولِها وَلَكِنَّها لَحظَةُ الوَداع…. لَحظَةُ الفُراق… عِنْدَما تَنتَهي السَّعادة… عِنْدَما نَستَسلِمُ لِواقِعِنا وَقَدَرِنا…. وَ عِنْدَما يذهَبُ جُزءٌ مِنْ روحِنا تَذهَبُ لِنَبقى مَعَ مَنْ نَهتَمُّ لِأَمرِهِم…. تَخرُجُ مِنّا وَتقطَعُ أَنْفاسَنا… يُخَيِّمُ الظَّلام وَلا سَعادَةَ في ذَلِكَ الوَقت إلّا إِذْا عَادَ الزَّمَنُ مَرَّةً أُخرى وَيَعودَ مَنْ نُحِب.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
“فوضى” بقلم فاطمة عبد الجليل باريش(نص نثري)
التالي
حكم عن الخيانة

اترك تعليقاً