مقالات ونصوص متنوعة

الجزء مني بقلم: فاطمة حكمت معالي “نص نثري”

إنَّهُ النِّداءُ الأخيرُ لك
استَيقِظْ أَرجُوك، أَحتاجُكَ فلا تَردَّنِي
يَكفِي! فسُباتُكَ قد طَال، اشتَعَلَت أَفكارِي من حَرارَةِ اللَّهيب و غروبٍ عجيب لكلِّ ألقابي، أين الذي عاهد الموت أن يقابله و يمتلك كلَّ أنواع الشجاعة لِيَقْتُلَه و لا يَدَعَهُ يَقْتُله؟! …
سلّم كل صباحٍ على قلبك، و أخبرهُ أنَّني لم أعد أُفكر فيه، لم يعد يهمني الأمرُ كثيراً…..إن كان يعنيكَ أساساً أو يؤثرُ شيئاً
لكن على أقل تقدير قل وداعاً!!
ويحك تخاطب مجهولاً غير موجود، أو موجوداً بلا وجود
هل يعقل أن يكون الموتُ سلبَه من الجميع؟!
رغم أن الفكرة منطقيةٌ لأي انسان، ولكن ليس في هذه الحالة
إن لم يكن كذلك، فهل يعقل لكل النداءات أن تكون غير مسموعة ؟! غير مؤلمة أو مثيرة للبكاء حتى!!
أقسى ما في الأمر أن كل هذه الأحداث و الصراعات التناقضية تحدث داخل ذات الشخص بينه و بين نفسه، لربما التفكير بالأمر ينهكه و بهذا يحتل الجزء الأساسي من يومه.
و إنني لأعلم يقيناً أنه إذا ما ترك عقله يشرد بعيداً عن هذا القفص لتاه في حدائق أخرى و لأخذه النسيان من كل مكان
فداخل القفص أنت تبصر و لا تعيش، ثم إذا نلت الحرية بإمكانك أن تبصر و تعيش في ذات الوقت، و هذا الأمر يبدو ممتعاً و مؤدياً حتمياً إلى طريق النسيان …
أُضيف إلى ذلك-من وجهة نظري- أن الأمر غير صعب في حال تَحَلَّينا بالإِرادَة فهو قرارُنا و موضع تحَّكُم يدنا.
لقد قلتها و كان ندائي الأخير… ولن أعاود الكرة، و قراري هذا تَبَنَّتُه كرامتي و أصدره عقلي، و ليس بعد الأخير شيءٌ سوى النِّهاية، و من وحي اللاشيء قد تنبت بدايةٌ جديدة أو عودة الغائب الذي أبى الإجابة، لكن عودته شخصاً جديداً.
و هنا أوجه لأنفسنا رسالة، امنحوا فرصاً أخرى، سينفعكم الأمر ربما….
لقد أسلفت أن الأمر لا يهمني، و بعد هذا الكلام أكون قد نفيت كلامي لذلك….. وداعاً.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
من هو جوش هولواي ( Josh Holloway)‏
التالي
الحزن غطى جمالها بقلم:محمود كمال جمول “خاطرة”

اترك تعليقاً