يضحكُ الجميعُ على حماسها، ثمَّ تقوم والدتُها لتلبسها ذاك الثَّوبِ الذي أبت أن يُفارِقَ سريرها، فهو ثوبُها المخصّص ليومِها هذا، وبدلالٍ تأخذُ مِن حلوى العيد وتخبأ بعضها في كفِّ يدها، وتطلبُ الأذنَ من أبيها لتُمسكَ بيد أخيها ويذهبان سوياً ليحتفلوا بالعيد ويفرحوا..
-أخترقت ذاكرتي تِلكَ الأحداث، ورنّت بأذُنيَّ تلكَ الضّحكاتُ، ضحكاتٌ فارقتني منذُ تسع سنواتٍ مضت، ذاكَ الثُّوبُ الذي كانَ يُلازمُ سريري قبل العيد، لم يعد موجوداً البتَّة، قهقاتُ الأطفالِ، وضجيجُ الأسواقِ، والعمُّ بائِعُ الحلوى، كلَّهم اختفوا..
أرضُ المرحِ احترقت، وثوبُ السَّعادةِ مُزِّق،
أستحضرتُ دموعي وبكيتُ شوقاً لقلبٍ سعيد، لضحكةٍ عذبةٍ لا تشوهها بقايا ألمٍ،
بكيتُ أوجاعي وآلامي، بكيتُ افتقاداً لبيتنا الذي لم يعد لنا..
تسعُ سنواتٍ ونحنُ نلبسُ ثوبَ الحزنِ رثاءً لفرحِ العيد الذي دُفن تحتَ ركامِ الأيامِ الظَّالمة،
الفرحةُ سُرقت، وبراءةُ تلكَ الطّفلة شوهتها الأيامُ قبلَ أوانِها..
الكثير من الحنين الممزوج بالألم، مع حلوى صورٍ قديمةٍ ضاحكةٍ تلكَ وجبتي لهذا اليوم، مطعم الذِّكرياتِ البريئةِ فُتحَ وأنا أول الزَّائرين.
Comments
0 comments