مقالات ونصوص متنوعة

رسالتي:الخطر، بصيص أمل..،بقلم:راما العمري

رسالتي : الخطر ، بصيص أمل .. 

ربما من الأفضل أنّ نقول أنه سينتهي كلّ هذا ، وسنعود إلى شوارعنا المزدحمة ونحارب أزمات السير ، سيكون خوفنا الأكبر أن نتأخّر عن موعدنا ، في عملنا ومدارسنا والجامعات ، ستنير الشوارع من جديد ، سنزيّن البيوت بأنوارٍ كالنّجوم ، وتعود نسمات الفرح زاهرةً بين الأصدقاء ، سيعود كلّ شيء أفضل مما كان عليه ، لربما كلّ هذا كان درسًا عظيمًا للجميع ، للبعيد عن التوبة ، لليائس الذي يرى دنياه أسوء دنيا ، للعائلات المتبعادة ، للغارق في الظلام ، للحروب والنكبة !
قد توقفت هي أيضًا ؛ توقفت الحرب لحظة ، توقف نزيف العالم ، تنفست الأرض الصعداء ، ربما كان خيرا ، بل هو خير .
ستغدوا كلّ أيامنا هذه ذكرياتٍ تبسم لها أثغارنا في تذكّرها ، سنتشبث بالفرح أكثر ، سنغتنم كلّ لحظة بعد هذا الكابوس المظلم ، سنعرف معنى الحياة ، سنتغنّى بالوطن ، سيغدوا ماضيًا ما نحن به .
ومن ثمّ سنشعر بالوباء الذي استفحل منذ زمن ، وباء الكراهية والحرب ، سنعرف الداء فالدواء ، داءنا الذي عشناه مرّ العصور أعسر من هذا الفيروس اللعين الذي قتل الآلاف، داء كراهيتنا قتل قلوبًا ونفوسًا ، وأطفئ نورًا في أفئدتنا فغدا ظلامًا دعجًا ، وداء الحرب دمّر حياةً وحياوات ، دمّر أحلام الأطفال ودعوات العجائِز ، دمّر الشباب دمّر الوطن .
إنّ الموت محتومٌ في بلادنا ، ولكن على الأقل قد يوجد في هذا الخطر بصيص أملٍ صغير في المجهول ، لذا ؛ سنحول إمساك النور وإن كان معتمًا ، لربما جاء “كورونا” ليوقظنا من هذا كلّه ، ليقف العالم صامتًا ينظر إلى ما حوله ويصلح ، أو يحاول ذلك ، أو على الأقل يفكّر أنه قد ارتكب خطأً .
-راما مالك العمري

إقرأ أيضا:طريقة غسيل الأذن في المنزل

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
حلمٌ مؤقت..،بقلم:ولاء خزنة كاتبي/ سوريا
التالي
الذي انتظرك..،بقلم:منير نافز الحويطات/الأردن

اترك تعليقاً