قيمة نفسك، بقلم: نور خالد حسين “مقالات”

كوني قويةً لأجلك أنتِ وثقي بأن الفشل بداية النجاح لأن لحظة انتهاء القوة بأي امرأة هي لحظة ولادة اللبوة التي بداخلها، حافظي على شباب عقلك وناقوس قلبك حتى لو ساءت ظروفك وشعرتي بأنكِ القلم الأبيض بين الألوان
ثقي بأن هنالك أوراق سوداء تحتاجك..
أنتِ مُبهِرةً رُغمَ اختلافِك لو خذلتِ، لو كسر الحرمان أضلعك لا تعيشي على الغبار الذهبي لأن علاقتك بالأشياء مرهونةٌ بمدى فهمك لها، لا تعترفي حتى لنفسك بالضعف ولا تدعي قيمتك كقيمة الماسة بيد الجاهل..
حين سأل الأبن والده عن قيمة حياته؛ لم يجبه الأب مباشرةً وإنما طلب منه أن يناوله حجراً كان عنده، وأمره أن يذهب ليبيع هذا الحجر في السوق، وإن سأله أحدٌ عن سعر الحجر فليشر بأصبعين “السبابة والوسطى” – يعني الحجر باثنين لكن دون تمييز للمبلغ- ذهب الولد بالحجر، فسألته امرأة عن سعر الحجر أشار بأصبعيه.. فقالت المرأة: بدولارين، سأشتريه..
غادر الصبي ليخبر والده أن هناك امرأة تريد شراء الحجر بدولارين، عندها قال الأب: خذ الحجر إلى المتحف وإن أحد أراد شراءه فلا تقل شيئاً فقط ارفع اصبعيك..
ذهب إلى المتحف ومرَّ عليه رجلاً أراد شراء الحجر فسأل الصبي عن سعره، لم يتكلم وإنما أشار باصبعيه، فقال الرجل: سأشتريه بمئتي دولار!
انطلق الولد يركض إلى أبيه ليخبره، فقال الأب: آخر مكان أريدك أن تذهب إليه هو متجر للأحجار الكريمة، ذهب الولد ورأى صاحب المتجر الحجر وقال: إنه من أندر الأحجار الكريمة.. بكم تبيعه؟ فأشار الصبي باصبعيه، فقال التاجر: سأشتريه بمئتي ألف دولار!..
لم يدرِ الولد ما يقوله للبائع، فرجع مسرعاً إلى والده.
هنا قال الوالد لولده: يا أبني هل تعلم ما هي قيمة حياتك؟
لا يهم من أين أتيت، ولا أين ولدت، ولا لون بشرتك، ما يهم هو أن تقرر وضع نفسك، ومن الذين تحيط نفسك بهم!
قد تكون عشت حياتك بأكملها ظناً منك أنك حجر بقيمة دولارين..!
القصة تقول بالمختصر كما قال عمرو بن العاص: المرء حيث يضع نفسه، فإن أعزها علا أمرها، وإن أذلها ذل وهان قدره..
وكما قال الحق جلَّ شأنه: إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها.
ابذلي قصار جهدك حين يتعلق الأمر بمستقبلك ولا تضعفي حين تتعثري لأن الساعة الأكثر ظلمة هي الساعة التي تسبق شروق الشمس وانظري لهالة الشمس لا لبؤرتها لتري النور لا النار.

إقرأ أيضا:“لا جدوى من الهرب” بقلم ديانا علي حنيحن