لم نخن الحزن, بقلم : ديانا أحمد الشمالي”نص”

الأسوأ مِن كلّ هذا الحزن ياصديقي..
أنْ نستسلم لليأسِ.. للكآبةِ.. لكتابةِ آهاتنا بفرحٍ..
ونكتشفُ أنّها ليسَت المرة الأولى بلْ نحنُ يتملكُنا كلّ هذا منذ زمن بعيد..
منذ رحلنا من بيتنا الذي ولدْنا فيه وصرخْنا فيه أول صرخاتنا بهذا العالم المظلم الظالم بعد تسعة شهور من الرحمة والطمأنينة في رحم أمهاتنا..
خطونا على أرضه أولى خطواتنا.. تركنا ذكرياتنا هناك على أرجوحة الطفولة.. والعطر على ورود الياسمين في شوارع حينا.. وخلعنا ابتساماتنا هناااك على مقاعد مدرستنا..
نستذكر آخر لحظات الفرح بدقة عالية..
لحظات مضت ومضى معها عمر لا يعود..
لكننا لم ننسَ أبداً.. لم نخن الحزن مرة..
لم نسترد فرحنا وعطرنا.. وورود حينا.. وضحكات طفولتنا..
نندبُها بصمتٍ كلّ ليلة
بصمتٍ يغتال الآمال والأحلام..
إنه نحن اليوم..
نحن الحزن الجميل المعتق بروح بريئة..
نحن الذين تركنا الأفراح والذكريات تلاحقنا..
أتقول نحن كومة ندب.. بل أكثر بكثير..
لكن الكلام لا يساعدنا لا يسعفنا..
ياصديقي نحن حروب وجروح..
نحن وطن وحيد يتيم بلا زوار وأحباب..
نحن أعلام ترفرف بلا سماء..
نحنُ كتبٌ رائعة لا يقرؤها أحد..
نحن أبوابٌ لا تُطرق…
و ورودٌ لَمْ يُقدَرْ لَها أنْ تَصِير عِطْراً..