مقالات ونصوص متنوعة

رسالة إلى السماء، بقلم : نورمان إبراهيم خروس ” نصوص نثرية”

رسالة إلى السماء
المرسل إليه أمي الحنونة
مدينة: سماء الأحلام

أمي كنتِ مخلوقة من نور تعيش في عالمي الصغير والبريئ، كان حبّ الدنيا كلّه مكنون في قلبك وأخذ من حركاتك ملجأ ليعبر عن هيامك بملاككِ الصغيرة ذات الستة أعوام
عالمي الجميل ذاك تلاشى فجأةً كسراب، هل تصدقين يا أماه لقد تناثر أمام عيني ولم أستطيع أن أمسك بذرة منه لقد اختفي برحيلك عني وبدأت حينها الحروب بداخلي، تفتحت عيني على ظلم هذا العالم وأحسست بألم  كبير  يجتاح قفصي الصدري ليستقر بعضلة قلبي الضعيفة التي لا تقوى على الاستمرار بالخفقان لأجل العيش
أقامت ملامح الحزن عيني وأبت تركي، ذبلتُ كوردةٍ أضناها نقص الاهتمام لأصبح جثة هامدة بهذا العمر أحياا لأتنفس لا أكثر، كان من الصعب عليّ استيعاب فكرة هجرانك حتّى أصبحت في سن التاسعة عشر اكتملت اللوحة أمامي تماما وأصبحت أعي الكلام الذي سمعته في صغري،  “يتيمة الأم فقدت الحنان ستصبح بلا مستقبل بلا حضنّ أو ملجأ ستُشرّد حتماً عندما يصطحب أباها أمّا جديدة للمنزل”
تلك الكلمات التي انبعثت من أفواه الجميع كانت قاسية جدّاً حُفرت بجوفي  وجعلتني أراهن على تحقيق حلمنا الذي رسمتيه بمخيلتي بأن أصبح محامية تدافع عن كلّ مظلومٍ، لحسن حظي يا أمي الحنونة لم يتوفق أبي في اختيار امرأة تأخذ مكانك يا أطهر من وجد على الأرض لخوفه عليّ من الإنهيار المحتّم لقد كانت نظرات عيونه ودقات قلبه عندما يحتضني تفضح حنانه واهتمامه وقلقه على حالي لقد حاول تعويضي بحنان الأم، ولم يرد خسارتي فعاملني كأميرته طيلة تلك الأعوام .
وأنا اليوم أكتب هذه الرسالة بعدما حققت لكِ حلمك، تأخرت بكتابتها لأنني عاهدت نفسي ألّا أكتبها إلا عندما يصبح اسمك “أمّ المحاميّة”
يا قطعة من جنة وروحا من المسك ارقدي بسلام وافتخري بي واصنعي من النجوم ابتسامة تكون لي خير صديق كل يوم أحبك
                          طفلتك اليتيمة
المرسل نورمان إبراهيم خروس
مدينة الواقع المرير
تاريخ12/3/2020

إقرأ أيضا:فوائد العسل مع الثوم

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
وإني أحبك ، بقلم : أسماء علي بوفارس
التالي

اترك تعليقاً