مقالات ونصوص متنوعة

آن الأوان،بقلم:نور محمود ابو ريانة’نصوص نثرية

فلتترجلي يا أقدامي نحو بوابة الحرية ،و لتتأهبي يا أناملي لتقرعي بالعود على طبول الفرحة ،و طنطني يا أجراس قلبي رنين الأمان ،و لتعلوا الزغاريد عنان السماء لتنبئ غيومها أن الأوان قد آن. لتنذر ياسحاب الليل بعاصفة تقلع النخيل من مكانها ،واحرقي ببرقك أرض ذاك الغريم اللئيم. لاتكل عيوني من ذرف دموع سبقتها ضحكتي الهيستيرية ،دائما ما يصاحبني ذاك الشعور عندما أتذكر تلك المرأة التي طابقتني شكلا و نافرتني طبعا ،تلك الساذجة التي تنصاع لأوامر زوجها مترنح المخيخ ،ذاك الجلف الذي إستأنس بدمغ رأسي بقنينته الفارغة من الشراب كرأسه تماما ،يكفن تعجرفه بإرتدائه قناع الحنون الشفوق أمام الجميع ،و يتعرى منه حينما يعرقل لباسه هدهدة سوطه الناري نحو بدني. كم خضَّ جسدي إزاء تهديده بتطليقي ثلاثاً . أيخض من فرحة الإنعتاق ،أم خوفاً من لحاف العار؟ خشيتُ أن أشاركَ في التمثيل مع جارتي المطلقة على خشبة مسرح إحدى بيوت الجيران ،مألفها حضورها ،عُنونت بسبابة أصابعهم المشيرة نحو المسرح مرددين (المتمردة الفاشلة). دائما ماتنبهني أمي أن لاأنزع غطاء الستر ،فبالطلاق يحترق ،أتخيل نفسي حينها أجري داخل غابة موحشة متعثرة بوحلها ،راكضين خلفي وحوشها كأني سجينة فرَّت قبل موعد إعدامها . خفتُ أن أكون من ضحايا ذاك الضلع الحساس للمجتمع ،لكنك بالفعل فعلتها يا متحجر و رميتني إليهم ،تركتني للرياح يتخبط زورقي داخل موجات بحر مسمم ،رميتني داخل كوخ مؤثث بالمخاوف ،كسنابل جائعة ،إذا انتحبتُ ينفطر القلب ،و إذا سكتُ خلد بداخلي الموت ،أكلتني الغمة السوداء ،كوهم سراب ،كليل بلا نجوم ،مندلعة الأقحوان ،وحيدة أحلم بأمي بامرأةٍ لاتعرفني ،تقرأ الطيور حزني فتخجل من التغريد ،يرتل الأحباب معزوفة العذاب ، يبدأ لحنها بكلمة مُيِّزت بميمها التي أحكمت رباطها بطاء ،فعرفتها على صديقتها اللام ذات القبعة المشددة ،و صفرت لطفلها القاف ليركض نحوها و معه لعبة سماها تاء مربوطة. من شباكي المفتوح ،يهمس الشمس بأذني لأفعم بالضياء. كفى حزناً ،كفى ألماً ،و كفى بكاءاً. زجوا يابني جنسي ،فعقارب ساعة النصر دقت معلنةً أن الوقت قد حان. تحرروا من أصفاد العبودية ،فقد آن وقت الكلام. الظلام يحترق؟ ،نعم فهذا غضب النساء، سأدنس ذاك الزمن الرديء ،و أقدس هذا اليوم الجميل. سأزف زفراتي نحو الطيور ، لأخبرها أن الخجل يزول. سأُجري جداولاً يمتد على يمينها و شمالها مروج خضراء شاسعة ،سأمتطي حصاني و أنا مسرورة الحال ،ليلهد نحو أرجوحة السلام. سأصل السماء ،و أرصعها باللؤلؤ و الألماس. سأُعد سفينة بيضاء ،مولعة بالإنتقام ،نحو ميدان الألام ،ليصبح في زمن كان. لاتظن يا طليقي أنِّي سأحن عليك عندما ترفع راية الاستسلام ،كلا فهذا موعد النزال. سأجعلك تهرع رعبا عندما تسمع أنفاسي ،و تهلوس خوفاً عندما ترمق خيالي ،سأجعلك تترنح مرضاً لا سُكْراً ، سأصنع المعجزات لتهرول بأقدامك نحو الجحيم المكسو بعارك. لن أبالي بنظراتكم القاتلة. لن أبالي بضحكاتكم الساخرة. لن أبالي مما تظنوه عيباً فيني سأرد دفاعا عن نفسي لكل من يشير بالاتهام نحوي. فأنا مطلقة في المجتمع ،طليقة من ظلم العبودية

إقرأ أيضا:هل الحُّبُّ هوَ المُذنِب، بقلم: براءة مدين أسعد/حمص، “نصوص نثرية”

. الإسم:- نور محمود أبوريانة ليبيا العنوان : آن الأوان

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
رسائل زعترية, بقلم : رحاب جبريل فرحات”نص”
التالي
جليََّا اتَّضح لي/بقلم:أفنان أسامة الوشاحي(ليبيا)”نصوص نثرية)

اترك تعليقاً