مقالات ونصوص متنوعة

مَن يشتري لي أباً؟، بقلم :دعاء باسم فاخوري “نصوص نثرية”

مَن يشتري لي أباً؟

    قد يخونني القلمُ يومًا، فأقفُ عاجزةً أمامه، ليصفَ الطّفلةَ الصغيرةَ التي بداخلي، والتي ترى في عينيها مَن تسّتند إليه الفتاة، لينير عالمها وتطيرُ بأجنحتها عاليًا، لا مَن يقصّصها لها ، كنتُ أراهن يملكّن ذلك الجدار المتيّن، والحبّ الذي لم ولن ينهار يومًا، بل كنت أتساءل عن عدالة السّماء.
       أُشاهد الأطّفال من بعيد ينتظرون أباهم، وما هي لحظات، حتى تعلو ضحكاتهم، وصرخاتهم بعودته إليهم من عمله.
     والولد الذي يمسك بيد اباه ليعبر الشّارع بأمان، وآخر ينظف سيارة والده بفرحٍ وثقته تملأ السّماء.
      ولن احدثكم عن شعور ابناء متبعين خطوات والدهم للصلاة، والأب الذي تخونه عَبراته، مودعًا ابنته مع زوجها، ومن يبذلُ كلما بوسعه لإسعاد اسرته.
      بين هذا وذاك، وبينَ ألم الفقد ومرارةُ الحرمان، ولدتُ أنا، كنت أرسم في ذاكرتي عن صورة “الأب” حيث مصدر الفخر والقوة والاعتزاز كما سمعت منهنّ، وهو مَن تطلب زهرةً فيحضر لك البستان بأكمله.
   وقد يفضلنه الفتيات على أمهاتهنّ، وبالرغم من أنني كبرت، ومملكتي، وحياتي، ودنياي هي امي ،التي أفنت حياتها كادحةً لتجلب لنا السعادة.
    أما أبي سندي، لم يقف معي ولو لمرة، كان في الزّحام، يقف دائمًا متفرجًا لنخرج بأنفسنا من مصاعب الحياة، انتظرته طويلاً في مخيلتي ولم يأتِ بعد، ولربما عجلات الزمن تركته محفورٌ بداخلي.

إقرأ أيضا:الحزن غطى جمالها بقلم:محمود كمال جمول “خاطرة”

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
زهرة النجاح، بقلم : ولاء زياد النصيرات ” نصوص نثرية ”
التالي
طرق التخلص من بقع الشيخوخة

اترك تعليقاً