مقالات ونصوص متنوعة

كانت مجرد مكيدة، بقلم : رشا وليد السبيعات ” نصوص نثرية ”

كانتْ مجردَ مكيدةٍ، قال لي ذاتَ يومٍ: أريدُ منكِ أن تعتنقي حبّي أن تعتنقيه ولا ترتدي لأنّ مَن يرتد في شريعةِ الحبِّ يُقتَل! وقال أيضًا أنّ لا إكراه في الحبّ، ودعا ربَّه قائلًا: اللَّهمّ حبّب إليها حبي وزينُّه في قلبِها وكرّه إليها حبَّ أحدٍ غيري، واجعلها مِن العاشقين.
   اعتنقتُ ولم أرتد ولو كنتُ حَيّةً إلى اليومِ لن أفعل لكنّه غدر بي وأصبح داعشيًا فقتلني، ورماني بسهامِ الحبِّ في منتصف القلب.
هنا البداية:
   في مقبرةِ العُّشاقِ زارني، أتى متلحفًا بالسواد، هنالِكَ حيثُ لا يقدّمون الزهور بل يضعون بعضًا مِن مسحوق الحبِّ على القبورِ المتكدِّسةِ بجانب بعضها البعض، ضحايا حبّ، شهداءٌ في الهوى و موتى في العشق، يحّنون وكيفَ لجثةِ عاشقٍ أن تَحّن؟ أؤمنُ أنا بأنّ الجثثَ تَحّن فيلتهمُها الحنينُ فتتآكل تحت ما يسمونه البشر بمصطلحِ التحلُّلِ.
   لأخبركَ إذن بأنّنا لا زلنا نغتابكَ أنا وقلبي،  نذكرُ يومَ تهميشكَ لنا، يومَ تكسّر قلبي وتحطم، آنذاك لم أسمع لصوتِ كسره صدًى، كلُّ ما سمعته كان صوتَ أقدامٍ تسيرُ حافيةً، مهلًا تسير؟ لا بل تهرولُ هاربةً مِن قفصيّ الصدريّ، سجنُها كما تعتقد.
   لله درَّكَ عاشقًا تُحبّني وقلبُكَ كيفما تتفق! رحلتَ عنّي فهوتْ جثتي مع جثثِ العاشقين أرضًا، سقطتُ أنا وشاخَ قلبي فجأةً، وعندما تشيخُ القلوبُ لا يعلوها بياضٌ قط، أمرٌ مخيفٌ حقًا، تصبحُ مائلةً أكثرَ للاختباءِ في مطلعِ أغنيةٍ، مقطعِ سيمفونيةٍ ما، تصبحُ إحدى ضحايا العشق وتُدفَن في مقبرةِ الحُبّ تلك، تصبح مجرد ذكرى باردة طغى عليها الزمن.
   كان ذنبي أنّني تجرعتُ مِن الحبّ حتى ثملتْ فرُميتُ بسهامِه في منتصفِ قلبي وأحبّبتُ مَن لا يستحق الحبّ.

إقرأ أيضا:طريقة عمل طباخ روحو

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ناشد ليلي، بقلم : ياسمين حسين شندي/ الأردن” نصوص نثرية”
التالي
ضحية الثامنة والعشرون من ديسمبر ، بقلم: إحسان إدريس الشريف

اترك تعليقاً