مقالات ونصوص متنوعة

سجينُ الأرض السابعة، بقلم: فؤاد الزعبي، “نصوص نثرية”

ليلةٌ كأيّ ليلَةٍ “إزيو سين تِمسيه، ميشارو خزويه”،أَرقُدْ في كَهفي،ولمزيدٍ من الهدوء في أرجاء المنزِل، قد سَقيتُ أفرادَ العائِلةِ حُبوباً منوّمَةً على عِلمٍ منهم، أخبرتُهم أنّهم مُزعجون جداً،يُضيئون أنوارَ المنزلِ خوفاً من الظلامِ،وهذا يُثيرُ صواعِقَ غَضَبي،فَكَيفَ لَهُمْ أن يهلعو مِن رفيقٍ يسكُنُ ابنَهُم،سادَ الهُدوء في أَرجاءِ المنزِلِ،رأيتُ فيهِم نظرةَ الخوفِ عَلَي، يبدو أنَّهم رأَوا كارِثَةً أَنوي فِعلَها،بدأَ بَعضُهِم في البُكاءِ؛يبدو أنّهمْ تنبأوا بأمرٍ ما يخْشَونَه،يُشبِهُ تمامًا الذي تُفَكّرُ بِهِ أنتَ الآن،مُحاوَلَةُ انتحارٍ،لَم أُخطّطْ جيداً لها،لكن حتماً سأفعلُها في الفُرصَةِ المُناسِبةِ مِن هذه الليلَةِ الهادِئةِ، عِندَ تمامِ الرابِعَةِ و أربَعٍ و أربَعينَ دقيقةٍ،سيهدَأُ صَخَبُ الدُنيا، و رُبّما لا!،أحتاجُ ساعاتٍ طَويلةً مِنَ التفكيرِ في ذلك،خِاصةً ماذا سَيحدُث لأُمي بَعدها؟!،فهي العُنصُر الأساسيُّ في بقائي على قيد الحياةِ حتى الآن،لا أَعلَم ما هي نتيجةُ هذه الأفكارِ المُدوّية،فأنا أخشى أن أَضَعَ السكّينَ أسفَلَ الضِلع الرابِعِ مِن أيسَرِ قفصي الصَدري فلا تَنجَح وأحيا بآلامٍ مُزمِنة في أيسري أكثَرَ مِنَ السّابِق، بأدنى دِقّةٍ في الوَصفِ أشعُرُ بأنّ في قَلبي جَمرَةٌ لا تٌنطفئ،و ليس مجازاً إنّما حرفياً هو كذلك، أشبَهُ بلذعات الطّعم الحامِض في صُلبي،و هذا مُنذُ زَمَنٍ بَعيد يُقارِبُ العِقدَ في أقلِّ تقديرٍ،و لازال الأمر يزدادُ سوءًا وسواداً،حتى إنعَزَلتُ كُلّياً عَن العالَم،بِرِفقةِ دُميةٍ أُعطيها إهتمامَ الأبّ،لكنها لَم تتحدّث إلَيّ عَن كيفَ أُصبِحُ مِثلَها في وقتٍ وَجيز، كي لا أشعُر بأيّ شيءٍ؛ فهي مُلهِمةٌ لِكائِنٍ بشَريّ يَشعُرُ بالضَجَر مِن كُلّ ما حوله بشراً و أحداثاً،لا أدري ما هي الأسباب لكنّي أفقد رغبتي في كُلّ شيءٍ،سأذهَب إستيقَضَت أُمّي يبدو أنّها لَم تَبتَلِع الحبّة،سأُنهي هُنا، حين حدّثتُكُم عَن الأَرنَبِ فَعلتُ شيئاً، لَن أعودَ إنّ نَجح، و إن لم ينجح، لَن تكون أولى محاولاتي الفاشلة في النجاة، وسأبقى أكتُبُ لَكَم عَن شعورٍ أعجَزُ عَن وصفِه،و أتغنّى في ما أتمنى مِن سكتةٍ دِماغيةٍ أو قلبيةٍ،لكن لا عليكُم هذه ليسَت آخر الهلاوس، و لا نهايَةَ الهذيان،لكنّها النيران.. “إزيو سين تِمسيه، ميشارو خزوي” .
#سِجِّيْن
#فؤاد_الزعبي

إقرأ أيضا:أشلاء الشّمس، بقلم : إيمان بومزيرة ، الجزائر .”نصوص نثرية”

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
طريقة لأرضي زوجي الزعلان
التالي
ذاك أفضل مني، بقلم : ذكرى عمار حمانة

اترك تعليقاً