مقالات ونصوص متنوعة

ذكرياتٌ وحب، بقلم: دعاء أنيس الوزير/ سوريا، “نصوص نثرية”

_أمّاه..
ماذا ستغني لي قبلَ النومِ اليومَ؟!
_أغنية “أنتِ الأمان، أنتِ الحنان” لبرنامجِ الأطفالِ “ريمي” الذي يعشقهُ الجميع..
تأففَ “مطر” من هذهِ الإجابة الذي وقعتْ على قلبهِ وقعَ الصّاعقة!
_لكنّي لا أحبُّها، لا أفضلُها..
إنّها لفتياتِ زمّردة فقط، وأنّا من روّادِ أكشن والمغامرات!
ضحكتْ أمّه لكونِ ابنِها “مطر” قد ظنّ نفسَه أنّهُ أصبحَ فتى يافعاً، وهو لمْ يُدركِ السّابعةَ من عمرِه بعد!

كانَ مطر لا يهوى هذهِ الأغنيةَ أبداً، ولم يُفضلْها؛ رغمَ أنَّ أمّهِ تُعاودُ تكرارَ كلماتِ هذهِ الأغنيةَ على مسامعهِ كثيراً قبلَ النّومِ، وحينَ يتجافى جانبُه..
ولكنّه لم يقبلْها، لم يقبلْها ولا بأيّ شكلٍ كان.
وظلَّ جازماً بأنَّها لنْ تكونَ من أشيائهِ المفضلّة مهما حصل..

بعدَ سنواتٍ عديدة..
جالَ بخاطرِه ذاك المشهد وابتسمَ لهُ..

_هيه مطر..
قطعَتْ هذهِ الكلمات رحلةَ مطر في خيالهِ بينَهُ وبينَ ماضيهِ الجميل!
وتذكّرَ بأنّهُ بجوارِ خطيبتهِ الآن..
_ يا عيناه لمطر..
_كأنكَ في عالمٍ آخر..
_لا لا معكِ، عمّا كُنّا نتحدث؟!
تنهّدتْ خطيبتهُ وأجابت:
_كنتُ أسألكَ عن أغنيتكَ المفضّلة، ماهي؟!
ابتسمَ ولمعتْ عيناه..
_أغنيني المفضلة، أنتِ الأمان أنتِ الحنان..
أحبُّ أنتِ الأمان أنتِ الحنان..

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ذاك أفضل مني، بقلم : ذكرى عمار حمانة
التالي
كيف تجذب الفتيات

اترك تعليقاً