مقالات ونصوص متنوعة

تحت الضغط ، بقلم: هناء اليحيى

كُلِّ شَيْءٍ بَات مُمِيت ، كالمرض الَّذِي يَمْكُثُ فِي جَسَدِي كالجرح العَمِيقِ فِي قَلْبِي ، كَانَتْ كُلُّ الْأَسْبَاب أَمَامِي مُبَاشَرَة لمغادرة مَنْزِلِي وَالذَهَاب بعِيدًا ، كُنْت فِي كُلِّ صَبَاحٍ اذْهَبْ إلَى الحَقْل لرؤيت لوحتي الفَنِّيَّة الْفَانِيَة لَوْحَة كُنْتُ أَرَى بِهَا انْعِكَاس نَفْسِي ، لَوْحَة قَاتَلَه لوثتها بِأَلْوان الدِّمَاء ، محاولتي لِلْهَرَب مِنْ تَفَاصِيلِ الْوَاقِع ، هَل تُرِيد نَفْسِي الاِبْتِعَاد عَنِّي وَالذَّهَاب إلَيّ الْآخِرَة أُمٌّ تُرِيدُ مُوَاجِهَة مُحْكَمَةٌ الْعَدْل ، أُمٌّ تُرِيدُ البَقاءَ فِي صعائب الدُّنْيَا ، أَنَا مِنْ جَعَلْتَ ذَاتِيٌّ حُطَام ، كشائع النُّور الْكَاذِبِ الَّذِي يَخْتَفِي فِي وَسَطِ الْمَعْرَكَة ، لاستنشقاء رَائِحَة الْحُرِّيَّة ، كالمدينة الَّتِي انْتَثَر بِهَا أَجْزَاء عَقْلِيٌّ ، أَصْبَح اتِّخَاذِ قَرَارٍ صَعُب ، إلَيّ أَيْ مِنْهُمْ التجيء ، بَات كُلِّ شَيْءٍ وَهُمْ أَشْبَه بنياران الْحِقْد الملتهبة ، كاﻷرض الَّذِي عانت ﻹنبات أَزْهَارُهَا ، أَنَا أَيْضًا عانيت كَثِيرًا لِجَمْع شَتَاتٌ رُوحِي ، الْحَقِيقَة مُؤْلِمَة لَا أُرِيدُ الْعَيْش لَقَد امْتَنَّت عَلِيّ نَفْسِي بلاختفاء مُجَدَّدًا ، فلروح عَلَى صَاحِبِهَا لَهَا الْحَقُّ ، وَأَنَا أُرِيدُ تَحْقِيق مَطْلَبِي الْوَحِيد الانتحار ، ظُرُوف حَيَاتِي كَانَت كَفِيلِه لِفِعْل خَطِيئَة مَا ، لتحرر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
هَلْ أَكْمَلَ فِي طَرِيقِ الْخَطِيئَة ، هَل أرافق شوائبي أَم اِقْتَرَف ذَنْب ، رَوْحٌ تُجَاهِد بِالْبَقَاءِ عَلَى أَرْضٍ مَلِيئَة بالعناء ، أَنَا أَعْلَن انكساري لَقَد نَفَذ صَبْرِي بِتَحَمُّل مَالا يُطاقُ لَمْ أعُدْ رَاغِبٌ فِي الِاسْتِمْرَارِ وَالْمُقَاومَة فِي حَيَاتِي أَسْأَل نَفْسِي هَلْ أُرِيدَ الرَّحِيل بانتحار يتجسدني لَكِنْ لَا ، أَنَا فِعْلًا عَايِش لَكِنَّنِي مَيِّتٍ فِي الْحَقِيقَةِ لَرُبَّمَا الانتحار وَسِيلَةٌ تُخَلِّصَنِي مِنْ هُمُومِي  ﻷتمكن الْعَيْش مِنْ جَدِيدٍ ، .
السَّلَامُ إلَى عَالَمِ الْجَحِيم لَقَد خنقني هَوَائِه !
السَّلَام إلَيّ عَالَمَي الْحَزِين الَّذِي حَاوَلَت نِسْيَانَه !
السَّلَام لِرُوح لَا رُوحَ بِهَا !
السَّلَام لِنِهَايَة كَانَت بِدَايَة لِكُلِّ شَيْءٍ !
السَّلَامُ إلَى حُنَيْنٍ الذِّكْرَيَات وَتَفَاصِيلِهَا !

إقرأ أيضا:قصة اليس في بلاد العجائب

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
مَجهُول العِتاب/بقلم:عبير خضر الشامي(الأردن)”نصوص نثرية”
التالي
سأعود ، بقلم : هدى هشام النعسان

اترك تعليقاً