مقالات ونصوص متنوعة

أنا المرأة ، بقلم : لارا محمد الفروي

أنا المرأة..
حُكِمُ على وجودِي، بأننّي طائرٌ صغيرٌ يُحلّقُ في فضاءِ قفصهِ،
لماذا هل لأننّي امرأة؟!
هل مكاني في هذا العالمِ قفصٌ؟ وإن خرجتُ منهُ أموت؟
لمَ لا تتجرّدون من أفكاركِم السّوداويّة حولي!؟
أنا لستُ طائراً ولا قاصرة ، لستُ حائطاً ولا نافذة..
أنا إنسانةٌ، أمٌّ، وطنٌ، نجمةٌ، وجنّة، وجميعكم جئتُم من
جوفِ رحمي..
أنا من تعبتُ بالإنجابِ، و من ربيّتُ و من كبّرتُ..
أنا، وأنا، وأنا…
أنا المرأة..
التّي يتكلّمُ عنها المجتمعُ بأنّها الضلعُ القاصرُ
والمجتمعُ بكاملهِ لاشيءَ بدوني، فلم َالتناقضُ؟!
وهل يشعرُ رجلٌ بما أشعر؟
هل يشعرُ:
بالتقيّدِ مساءً وعدمِ الخروج، خوفاً من الأفكارِ المتّخلفة؟
بالتعب ِالذي يرهقُ جسدي شهرياً وما يخلّفهُ من حالةٍ نفسية؟
بالبكاءِ والحزن ِالأسودِ الذي يرافقني إن أحببتُ أوفقدت ُ؟
بواجباتي المترتّبة، بالغسيلِ والتنظّيفِ والطّبخ؟ هل؟؟؟
كم أتمنى ولو لمرّةٍ أن يحلّ مكاني..
ومع ذلك يقولونَ المرأةُ ضلعٌ قاصرٌ، وهُم ولا غيرهم سيعيشونَ بدونها، فَمرجعُ الولدِ إلى حضنِ أمّهِ ومرجعُ المغتربِ إلى وطنهِ، ومرجعُ المجتمعِ إلى المرأة..
حبّذا لو تغيّرون َمن أفكاركم تلك!!
فَهيَ وردةٌ صغيرةٌ تحتاجُ السقايّةَ، الرعايةَ،  والاهتمام َ
كي يملأ عطرها الكون..
تحتاجُ الدّفءَ، القلبَ الأبيض، الصّدق، وستبادِلُكم حنانَ الدّنيّا..
إنْ أحبّت يوماً فَلتبعدوا قفصكُم الأسودَ عنها،
فهي التي ستربّي أجيالاً وتنهضُ بفكرِ المجتمعِ..
لكِ الحريّةَ، والحبَّ، والاحترامَ، والسّلام،
حلّقي كالنّسرِ بكلِ جبال الثقةِ والإفتخار،
لِأنّكِ عامودُ السّماء..
| لِأنّكِ المرأة |
                     

إقرأ أيضا:هكذا سيخبركم نصيبي يوما ما، بقلم:تسنيم أسعد حومد سلطان”نصوص نثرية”

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نهاية عالم مؤقت، بقلم : حنان وجيه الشريده، “نصوص نثرية”
التالي
خيبتي الثانية,بقلم : ملاك مفتاح حواس “خاطرة”

اترك تعليقاً