مقالات ونصوص متنوعة

وحدة الربيع ، بقلم: رنيم أيمن جحه

على أغصانِ العُمر تدلتْ ثمارُ الحبِّ المزهرة بـ أبهى حِلتها، لتعكسَ صورةَ جمالٍ لا يُضاهيها أيُّ جمالْ، حاملةً في تفاصيلها ألوانُ فرحٍ تملئُ القلبَ ارتياحاً وسكونْ…
في بساتينِ الحبِّ ترعرعت لحظاتُ السعادة، لتحبو بين أشجارهِ الخضراءْ، وعلى حباتِ الرملِ التي تُعانقها الأعشابْ، تتمايلُ خطواتُ الضحكِ في نشوتها..
تفاصيلُ حبٍّ تملئُ قلبَ كل محب، في كلِّ عامٍ تظهرُ به، لتكتظّ بلهفةِ الأعينُ التي تتسابقُ لرؤيتها، فتزدادُ جمالاً وغرورْ..
فـ يخرجُ فجأةً من بينِ الخبايا فيروسٌ خفيّ، لايُرى بالعينِ المجردة، ليحطَّ رحالهُ في كل الأرجاءْ، ويعلن سطوته وقوته، فـ لا يكادُ يرحمُ صغيراً ولا كبيرْ، غنياً ولا فقيرْ، حاكماً ولا محكوماً..
شتت عقولهم جميعاً وسلبَ منهم روحُ الحياةْ، فـ عشعشَ الضجرُ في منازلهمْ، وسكنَ الخوفُ في قلوبهمْ..
فقد فرقهم جميعاً، فـ لا صلةَ بموصول، وكل من عليها يسألُ عن نفسه..
أماكنٌ مهجورة، شوارعٌ حزينة، وأبوابٌ مغلقة ترسمُ ملامحَ ذلكَ الهدوءِ المخيفْ..
استُبدلتْ ضحكاتُ بساتينِ الحب بـ آهات المشافي، و ازدحام الأمان بـ فوضى الخوفِ منَ المجهولْ..
عالمٌ بـ أثرهِ يقفُ عاجزاً أمامَ الحكمةِ المخبأة وراءَ ظهورهِ المفاجئ..
هل سيهتكُ حرمةَ البقاءِ على قيدِ الحياة ل ينشرَ الموتَ أكثرْ؟!!
أم أنها أيامهُ الأخيرة بيننا، ليجمعَ رحالهُ ويرحل آخذاً معه ما أخذ، ليُعلنَ نهايةَ هذه المأساة التي ستبقى مخلّدة بذكراها الأليمة إلى الأبد..
ولكن ْ! لا بدَّ أنهُ سيرحل، وتعودُ المياه إلى رونقها لتجري في عروقِ الحياة، فـ تحيا الآمالُ من جديد وتعانقُ الفضاء بضحكاتٍ شجيَّة..
سترحلُ هذه الغيمة السوداءْ، وتغرّد أصوات السعادةِ في سماءٍ تخيّم فوقَ فصل الحبْ، لترسمَ بهجةً جديدة، وتنثر ورود الفرح فوقَ أشواكِ الحزن..
لتفوزَ الملاحةُ على البشاعةْ، فـ يقفُ الأمل شامخاً معلناً انتصارهُ على الآلام الضعيفة،
في معركةٍ أبطالها جنودُ اليقين والثقة بالقدرةِ الإلهية..
فلنْ تيأسَ أمة معقودةً بحبلِ الدعاء، الذي يطرقُ بابَ السماء ليعودَ حاملاً معه دعوات محققة، فـ يرفع البلاءْ ويحل القضاءْ بحكمتهِ، ليرسمَ ملامحَ قدرٍ جميلْ..
فـ اصبر وصابر ستفتحُ أبوابُ الفرج بعدَ هذا الضيقِ كله.

إقرأ أيضا:كيفية عمل الأرز المعمر

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أزمة/بقلم:مايا خالد عيسى(سوريا)..نصوص نثرية””
التالي
إحسان طفلتي..، بقلم:سبا عبد السلام الحماد /الاردن

اترك تعليقاً