نظرتُ إلى ملامحها بعمق فوجدتها تلتف بالسلامِّ والحبِّ والدَّهشة ، تفرح تماماً كأنها طفلة حصلت على ألوان و ألعاب و دُمى ، إنّها تمتلك أجمل نظرة ، َّ العُمق في تلك العيون مُبهر ، صرتُ أرسُمها حَفظتها صورة أبدية الوجود ، تَعلمتُ رسم الوجوه ، تأكدتُ من أنّ الرسم يرتبط بالإحساس والطمأنينة ، ليست مهارة فحسب بل أن تشعر ، تشعر وتلتحم وتصدق أنَّ روحك قد وُجِدت على قيد الحياة داخل اللوحة ، صرتُ أَرسُمها.. بملامحها ..بضحكتها .. بنظراتها .. بسلامها .. بعفويتها
إلى أن أشعر أن اللوحة تتحدث !
منحتني قوة كَسرتُ بها حدود التأمل ، صرت أركض في الطُرقات ، أنتظر المطر ، أشعر بالأغصان ، أحبُ الألوان أكثر ، أنا الذي سرقتني الوحدة يوماً ، أصبحتُ أُدرك معنى أن يكون الإنسان مغموراً ، بملامح كلّ الذين منحوه الأمل يوماً
كيف أكون وحيداً ؟
ما زلتُ أُنصت لصوت الكمان منكِ
كيف أكون وحيداً ؟
و ملامحك التي لن تفارقني مهما تقدم العمر
كيف أكون وحيداً ؟
لقد تعلمت الرسم ، أتعلمين ؟
لم أعد وحيداً صدقيني، نُقِلت كل تفاصيل روحي من عواصف مُجرّدة إلى مسكنٍ ربيعيِّ الجمال .
الأردن
Comments
0 comments