مقالات ونصوص متنوعة

لم أعد وحيداً ، بقلم: فتون حسام الطير

لم أعد وحيداً

نظرتُ إلى ملامحها بعمق فوجدتها تلتف بالسلامِّ والحبِّ والدَّهشة ، تفرح تماماً كأنها طفلة حصلت على ألوان و ألعاب و دُمى ، إنّها تمتلك أجمل نظرة ، َّ العُمق في تلك العيون مُبهر ، صرتُ أرسُمها  حَفظتها صورة أبدية الوجود ، تَعلمتُ رسم الوجوه ، تأكدتُ من أنّ الرسم يرتبط بالإحساس والطمأنينة ، ليست مهارة فحسب بل أن تشعر ، تشعر وتلتحم وتصدق أنَّ روحك قد وُجِدت على قيد الحياة داخل اللوحة ، صرتُ أَرسُمها..  بملامحها ..بضحكتها .. بنظراتها .. بسلامها .. بعفويتها
إلى أن أشعر أن اللوحة تتحدث !
منحتني قوة كَسرتُ بها حدود التأمل ، صرت أركض في الطُرقات ، أنتظر المطر ، أشعر بالأغصان ، أحبُ الألوان أكثر ، أنا الذي سرقتني الوحدة يوماً ، أصبحتُ أُدرك معنى أن يكون الإنسان مغموراً ، بملامح كلّ الذين منحوه الأمل يوماً
 كيف أكون وحيداً ؟
   ما زلتُ أُنصت لصوت الكمان منكِ
كيف أكون وحيداً ؟
و ملامحك التي لن تفارقني مهما تقدم العمر
كيف أكون وحيداً ؟
 لقد تعلمت الرسم ، أتعلمين ؟
لم أعد وحيداً صدقيني، نُقِلت كل تفاصيل روحي  من عواصف مُجرّدة  إلى مسكنٍ ربيعيِّ الجمال .
الأردن

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
هواجس وسط المحيط، بقلم : منال إسحاق الجوابرة ” نصوص نثرية ”
التالي
عادات سيئة، بقلم : ذكرى بسام الزغول ” نصوص نثرية ”

اترك تعليقاً