مقالات ونصوص متنوعة

سال الحبر، بقلم: راما مالك العمري، “نصوص نثرية”

سال الحبر على وجنةِ الورق يروي حربًا، وحبًّا، فيبدد ملامح السطور، ويروي واقعًا مَمْرور، بين كلّ حرف وآخر تكمن قصة، وحرف آخر يقول عِبرة، والكاتب يتوه بين أفكاره توهان الطفل بعيدًا عن أمّه فيعول، يبحث في بؤرة كلماته عن أيّ مصطلح يزيل شرود الذهن ويشرح الواقع بإسهابٍ معقول!
نقول: ألا ليت ما في الذهن وبين ثنايا الأحلام واقعًا لا يزول، ولكن؛ ماذا بعد رضوخ الواقع وتحقق الآمال أتعلم ماذا بعد السرور؟
 ذبولٌ من شدّة البهجة والحُبور! 
لم تُخلق الأحزان عبثًا ولم يكن الأسى هدرًا ؛ كلّ ذلك كي نشعر بلذة نصرنا، فنكتب فيصير بدل الدّم دمع التّباشير حبرًا .
لم يكن ضعفنا يومًا إلّا سببًا لقوتنا في آخر، ولم يكن سقوطنا يومًا إلّا سببًا للتنبّه من التّعثّر بآخر.عشنا انكسارَ القلب وخذلانًا تعشش في عقولنا، لنعيش جبرًا للفؤاد وصبرًا على كلّ مصاب وابتلاء.
أنت لن تنتهي بخذلان، ولن تكسر بفقدان، ولن تُصدع بضيعان، أنت ستجبر بعد كلّ ذلك بكلمة حبٍّ بعد لكمة، فتسيل حروفك على الورق سكينة وعرفان، كسربٍ من الحمام سيصبح قلبك طائرًا ممشوق الجنحان، معشوق الزمان.
فاجعل حروفك تسيل حبًّا لا حربًا على الزمان، وصرير القلم سيصير كمانًا أو ناي تسافر عبره الألحان.
راما م.ع

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
تشعر أنك عبثا، بقلم: آلاء محمد صباح ” نصوص نثريّة”
التالي
أنا وأنت فقط..،بقلم:إيمان فايز عطية

اترك تعليقاً