بصيصٌ يعبر الظلام، بصيصٌ يحمل الكثير من الدفء والأمان لا يبالي بكل ما حوله من الظلام، ويحمل على أكتافه أغصاناً من زهرة الغاردينيا التي لطالما استهواها الناس وعطرها الفوّاح الذي أصبح كجيوشٍ تغزو مسامات حجارة بيوتها القديمة المهترئة من كمٍّ المحبين الذين اسندوا عليها وهم بكل ثقة من عدم الانهيار والوأد بتضحيتهم إلى الزوال،
ما يزيد الأرجحة على عتبات الزمان
ويزيد من قضم البصيص
عجوزٌ منهك من الاستمرار،
يلهو كل أشباح الظلام في ذاكرته
أنّه كمُقيمٍ يهوى السكن في المدن الكبيرة
ولكنه كائنٌ يعيشُ وحيداً وسط كل هذا الضجيج، ككتاب مفتوح ممتع القراءة ولكن قارئه فاقد المتّعة منذ اغتصاب فرنج الذاكرة لمملكة النسيان.
كامرأة جميلة مثيرة رأت في جمالها سلاح لهدم كل أصنام الذكورة وفي محتواها رجلٌ فقد معنى الاحتواء.
أنّه الليل وصوته والباص والطريق وذبول السفر بانقضاء الزمن.
Comments
0 comments