تضوّرت الأقدار على اجتماعنا معًا، فكُنّا لبعضنا البعض سندًا وعون، احاط حُبّنا الصدق والإخلاص، رغم فرق السن الشّاسع! إلا أنّه لم يكن عائقًا يقف أمامنا بل كان واصلٌ متين يزيدنا عُمقٌ وشغف.
ما إن تلفظت معهُ شعرتُ إنني طفلةٌ صغيرةٌ!
يداعبني، وكأنني ابنته الوحيدة المدللة!.
لكن، امتعاض المواضع وغيرة الساعات والثواني التي شهدت على شدّة تشبّثنا، اختلست منّي نعيم أيّامي وضوضاء قلبي المكتنز به؛ لتستبدلهُ بثوب الوجع العارم، وعلقم الفقدان الآسن!
بثخانةٍ نفضت منّي ورود تيَّمهُ المحشوٌ بالصبا الباذخة لتضع بدلاً منهُ أشواكٌ تدرج بقوةٍ؛ لتمزّق فؤادي الضامر بغجرٍ وغُل!.
فتتساءل الأقدار قائله:
أين العهود تلك التي قُطِعت تحت ضوء القمر، وعلى ضفّة النهر؟ لتأتيه الإجابة تلك المكتظة بالخيبة زالت في لمح البصر!.
لأهرع أنا ولألملم ما تبقّى لي من شتات نفسي ولأقتني بغرامي لك في زجاجةٍ متفرّدة في ذروةٍ موضوعة؛ هلعًا من أن تتعثّر وتسقط وتنجزع، ولتذهب أنت متناءًا عني ولتعِش الهدوء بعدما كنا في ضجّةٍ آخّاذة معًا.
– سالمة الطاهر أحميد/ ليبيا
Comments
0 comments