مقالات ونصوص متنوعة

حوار داخلي بقلم آية ياسين

مدينةٌ لم تُخلق بعد ، تحوي مُقيماً تجاوز القرن ، مقهى الانفراد ، مقبرة ، برج بارتفاع 35 متر ، ورقةٌ واحدة كُتب عليها قوانين المدينة ..لباسك اسود ،الخدمة ذاتية ،يُمنع الكلام والتبسُم ، كرسي واحد لكل طاولة ، المشروب خمرٌ ، والخيار لك في الدفع او ترك ما تبقى من سجائرك .

بعد قراءة قوانينها دخلتُ مقهاها ، جدرانها مطليةٌ بالاسود بنافذة واحدة وثلاث زجاجات خمر لكل طاولة وشيخٌ يجلس بالمنتصف … جلست واخرجت حبراً اسود و ورقة من معطفي فأتى الشيخُ صوبي وكتب على الورقة : ورقةٌ واحدة لهذه المدينة ومزقها وعاد مكانه ، فتحتُ كف يدي وبدأت برِسمها وعندما شارفت الساعة الاولى على الانتهاء تزامن معها زجاجة الخمر الثالثة وعلبة سجائري الثانية ورسم عينها اليسرى

نظر الشيخُ نحوي وقال : تبدوا عيناها جميلةً !

_ نعم ؛ ولكنني رسامٌ فاشل او أن عيناها لا تُرسم

_ كم عُمرك يا شاب ؟

_ واحد وعشرون خريفاً ؛ وانت ؟

_ الفٌ من الشوق ومئةٌ من الحنين وثلاث وثمانون من الحرمان وبضعة أشهر من الكآبة و احدى وعشرون من نفخ الروح .

_ الم تستطع نسيانها !

ضحك الشيخ مُستهزئاً من سؤالي ومشى نحوي وهمس في أُذني “انها امرأةٌ تذكرُ الذكرى بأن النسيان لا يبرأُ منه، كنتُ استلقى طالب النوم من حجرتي لكن جدرانها كانت ترسمُ صورتها في كل جانب ، اغمضُ عيناي ، فيأُذن المؤذن باسمها ، لكن الصلاةُ في محراب الحب دونها سقمٌ ، ثم تظهر حبال الشمس وأراني مصلوبٌ بين حاجبيها”.

إقرأ أيضا:بين أَوراقي

#حوار_داخلي

_جياع الشوق الكافر انا والروح ذو القرن

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لهيب الانتقام بقلم تمارا العشي
التالي
لحبّك كلمة بقلم أسيل ابو سنينة

اترك تعليقاً