مقالات ونصوص متنوعة

خطيئةُ أُم

للحظةِ الأولى التي بصّت فيها عينيّ النور
رأيتُكِ تبكي يا أمي.. لمَ كنتِ تبكينَ يا مُضغة قلبي؟
لم تكُن دموعَ فرحٍ أنا أعرفُ ذلك، لقد كانَت دموعَ حسرةٍ وخيباتٍ.
لكن ما ذنبي يا أمي بأني خُلقتُ بحدبةٍ عظميةٍ أسفلَ ظهري وقدمين قفداوِيتن و رأس كبير و بعضاً من التشوهات الأخرى في أنحاء جسدي الصغير ..
لقد نجوتُ من الموت بأعجوبةٍ وأنا جنين في بطنك .
كنتِ تدسّين السموم لقتلي لكنّني كنت أقاوم يا أمي ..
كنت متمسكاً جداً بالحياة آملاً أنك عندما تلمُسين أناملي الصغيرة سوف تنسَي خيبتك بمجيئي حتماً، لكنّ السموم كانت أقوى من مناعتي الضعيفة، لقد دمّرَتْ جملتي العصبية؛ أنا أرى كلّ شيء وأسمعُ كلّ شيء لكنّني لا أقوى على الحِراك البتّة .
كنتُ أتوق للهفتكِ وأنتِ تراقبين حَبوي، ومشيتي الأولىٰ، وخوفك من تعثّري و سقوطي، لكنّني منذ أن خُلقت، خُلقَتْ معي مخاوفَ من نوعٍ آخر، و تعاساتٍ أخرى لكنّه القدر يا أمي ، كان قدري أن أصبح طفلاّ سيُلقّب بالمعاقِ يوماً ما، و سيهربُ منه أطفال الحيّ حين يلمحونه أو يصفون شكله، ستكويني خيباتك عندما تنظرين إلى جسدي الصغير المشظّى.
أمي .. كيفَ يصنعنا اللّه و ينفخُ فينا روحاً نقية صافية فنجعلها نحن روحاً معتّقةً بندباتِ القهرِ المتوسِّفة المبتلّة بغصّات الندم
أعتذر يا أمي عن كلّ لعنةٍ إتهمتِ بها نفسكِ لكنّه قضاءُ اللّه ، فاللّه قدّر وما شاء فَعل ..

إقرأ أيضا:طريقة عمل القهوة السادة

_ إسراء هِشام يوسُف ?⁦?️⁩
#خطيئةُ_أُم

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
عروس الدهر
التالي
سأبقى قوية ،بقلم:نغم يوسف العمايرة

اترك تعليقاً