مقالات ونصوص متنوعة

إيَّاكَ أن تُحبَّ كاتبة بقلم جودي احمد كيلاني “قصة قصيرة “

قلتُ لكَ مرةً إيّاكَ أن تُحبَّ كاتبةً وتتركَها ، لم تفهمْ مقصدي حينَها ، لأنَّك لم تكنْ تعلمُ أنَّ كلَّ النُّصوصِ الَّتي كنتُ أمليهَا على مسمعِكَ هي عِبارةٌ عن جهدٍ بذلْتُهُ باللَّيلةِ الَّتي تسبقُ لقاءَنا ، وعِندما تأتي لتقولَ لي مَنِ الكاتبُ ؟ كنتُ أتَحايلُ عليكَ لأُنسيَكَ الموضوعَ ، إلى أن أتى يومٌ و أصرّيْتَ على معرفةِ الاسمِ ، فقلتُ لك اسمًا مزيّفًا و هو “شوق” ، استغربْتَ من الاسمِ وقتَها ولكنِّي أنهيتُ نقاشَنا و قلتُ : إنّي أريدُ الذَّهابَ..
لم أكنْ أعلمُ لِماذا لم أخبرْكَ أنَّ كلَّ تِلكَ النّصوصِ كتابَتي وكلماتي ، هيَ فقط بعضُ كلماتٍِ من قلبي إليكَ ، تارةً كنتُ أخبرُكَ عن حبِّي الّذي لا ينتهي ، و أخرى أعاتِبُكَ على تجاهلِك رسالةً و أذكرُ لكَ فيها هُيامي بالتَّفاصيلِ ، ثمَّ نصوصٌ تحتوي على ” أرجوكَ لا تتركْني ” ، و الأخيرُ كانَ مقدّمتَهُ ” إيَّاكَ أن تُحبَّ كاتبةً “
أجل ، أجل سأُخبرُكمْ لماذا الأخير..؟!
بالبدايةِ ، كنتُ أغرِقُهُ بالنُّصوصِ عنهُ و إليه ، و أحكي له عن مدى حُبِّي وتَعلُّقي ، و في منتَصَفِ علاقتِنا بدأتُ أشرحُ له اهتمامي وحُبِّي للتّفاصيلِ ، ذكرْتُ لكَ فيها  مدى حزني لتركِكَ رسالةً مهمَّةً بالنَّسبةِ لي.. ، و بعدَها _وهنَا تقريبًا كنتُ أفقدُ الأملَ منك_ كتبتُ عن مدى حزني و ألمي إذا فارقْتَني ، ثمَّ رأيتُكَ مع أخرى تنظُرُ إليها بحبٍّ ، رأيتُ رسائِلَكم مرّةً صدفةً ، وقتَها رأيتُ حواسَّكَ كلَّها معها ، فغلبَني الفضولُ ونظرتُ ، تمنّيتُ وقتَها أن تكونَ تِلك من رسائلي ، تغيَّرتَ كثيرًا ، تَهرّبكَ مِنّي، تَجاهلكَ الَّذي أماتني ، كلُّ شيءٍ أتعبَني منك.. ، و لكنّ برودي غلَبَني مع أَنِّي كنتُ أَغلِي من دَاخلي..
اتَّصلتُ بكَ أخبرْتُكَ… أريدُ أن أراكَ..
_لِماذا؟
كنتَ تسألُ عن سببِ اشتياقي..! يا لقساوتِك .
بعدَ جلسةِ جُهدٍ و إقناعٍ اتّفقنا ، وَ لكنَّكَ زعمتَ أنَّهُ ليس لديكَ وقتٌ ، و عرفتُ بإحساسي الَّذي لم يخطئْ مرّةً أَنَّك على موعِدٍ معها..
رأيتُك ، كانَ في نظرتِكَ شيئًا غريبًا، كنتُ أتوقَّع هذا بصراحةٍ ، تبادَلْنا الكلماتِ الرّوتينيّةَ ثمَّ أخبرتُك.. هناكَ نصٌّ جديدٌ.. تأفّفتَ و قلتَ لي مع ابتسامةٍ مصطنعةٍ.. حبيبتي ألم أقلْ أنَّهُ ليسَ لديَّ وقت.. !
_دقيقتان فقط و تذهَبْ.. !، اصبرْ قليلًا لن تُضَرَّ ..
بدأتُ فيه و كانَتِ المقدّمةَ ” إيّاكَ أن تُحبَّ كاتبةً ” ، قاطعتني حينَها ، عدنا لهذهِ الجملةِ الَّتي لا أفهمُ منها شيئاً.. !
ابتسمتُ أنا و بقلبي ألفُ غصّةٍ وأكملتُ النَّصَّ ، عقلُكَ في جلساتِنا الأخيرةِ لم يكنْ معي ، كنتَ تطالعُ هاتفَكَ بين الثّانيةِ وزالأخرى ، ثمّ قرّرْتَ أن ترحلَ ، انتهيتُ من وداعِك ثمَّ مضيتَ أنت ، نظرتُ إليكَ نظرةً أخيرةً ، كنتُ أحاولُ أن أملي قلبي منك ، نظرةً طويلةً ، انكسارٌ في قلبي ، دمعَةٌ في عيني ، كُلِّي يواسِي كُلِّي ، لأنَّهُ لا أحدٌ لي سواي ، فكنتُ أواسي نفسي بنفسي..
ثمَّ…اختفيتُ من حياتك بلا مبرّر ، كنتُ أداوي نفسي..
اتّصلْتَ في اليومِ الأوّلِ ، أرسلتَ رسالةً في اليومِ الثَّاني ، ولم أرَ منك شيئًا بعدها..
كانَ هذا مبتغاكَ… على كلٍّ ، مضت أيامٌ كثيرةٌ ، تعبٌ و انكسارٌ ، دُموعٌ و أمراضٌ كانت تلحقُ بي ، و أنا ما زلتُ أداوي نفسي شيئًا فشيئًا..
بعدَ سنةٍ كاملةٍ..

إقرأ أيضا:الحمد الله تحقق،بقلم:تالا ايهاب زكي

أُوقِّعُ روايتِي الأولى باسم “شوق” الَّتي كنتَ أسوأ شخصيّةٍ بها.. أجل تداويتُ وتعلّمْتُ..
تداويتُ منكَ لأنَّكَ لم تكنْ سوى مرضٍ مقيتٍ ، الوقتُ كان دوائي الوحيدَ ، ثمَّ قُوّتِي الَّتي تفاجأتُ بوجودِها..
وتعلَّمتُ أنَّ أمثالَكَ لا تقِفُ الحياةُ بسببِهم ، يمكنني أن أُكملَ و أحققَّ أحلامي ، حبُّ أشخاصٍ مثلكَ كالكذبةِ ، بإمكَانِنَا تركُها والخروجُ إلى الحقيقة بِأيِّ وقتٍ..
كان الإهداءُ لك.. ! ، كنتُ أكرهُك كثيرًا و مع ذلك كانَ لك..
_إليك.. إلى أحقَرِ شخصيَّةٍ على وجهِ الأرضِ ، شُكرًا على نجاحي الَّذي كان سببَهُ أنت..!
وتَذكَّر.. إيَّاكَ أنْ تُحبَّ كاتبةً و تتركَها مرّةً أُخرى.. مع كلِّ الكرهِ..

أرسلتُ نسخةً من روايتِي تِلك إلى بابِ منزلِكَ مع توقيعي.. !
أنا نِلتُ شُهرَتي و نجاحي ، حقّقتُ حلمي ، و أنتَ لم تنلْ سِوى الدُّموعِ و الانكسارِ بسببِ تلك الفتاةِ الَّتي تركتْكَ كما فعلتَ أنتَ معي..!
كما تدينُ تُدان تركْتَ فتُرِكت..

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نعيم كفيك بقلم: رهام قباني “خاطرة'”
التالي
أنا أحلم بقلم: محمود الخميس “نص نثري”

اترك تعليقاً