النجاح، بقلم : معن الحمودي

دخلتُ حاملاً بعض الأوراق..أخصّصها لتدوين ملاحظاتي.
قاعة واسعة..جلستُ أتفحّص الزوايا..
كانت الأنوار فيها مُختارةً بلمسة فنان..
لاتسمع فيها سوى دقّات عقرب الثواني لساعةٍ كبيرة..
يُفتح الباب…لايدخل أحد..ثم يُغلق الباب.
وكأن أحدهم قصد القاعة الخطأ..
ظلّت القاعة فارغةً..
أنا الشاهد الوحيد هنا..المدرّج خالٍ تماماً.
أين ذلك الشاعر..!!؟
كان سيلقي بعض قصائد ديوانه الشعريّ الأوّل..
يال حظّه السّعيد..نال فرصتهُ..
الآن لديه أعظم فرصة ليثبتَ موهبتة..

الكثير من الصّمتْ والفراغ المريب…
حاولت أن أدخن سيجارة ..
لكنني أعرف أن هذا الأمر ممنوع..
دسست بعض الطمأنينية وسط هذا الرّيب..

أين الشاعر… !!..
أين الحضور..!!..
سمعتُ بعض التمتمات..
ارتفع الصّوت أكثر..
بدا وكأنهم جمهور خرجوا من القاعة المجاورة
ذهبت اتأكد من الخبر..!!؟
هل كنت مخطئاً وكانت الندوة في قاعةٍ أخرى..!!؟
صوت يزجر بغضب أين ذلك الشاعر البائس..!!؟
لقد امتلأت القاعة على غير العادة..
لقد تخلّف عن موعدٍ كان سيلقي فيه ديوانه الأول..
أضاع فرصة قد لاتتكرّر…
أتسالُ…هناك خطأ ما..!!
نظرتُ لأوراقي علّي أجد ملاحظة كتبتها لتدلّني وسط هذا الضياع..
صُعقتُ بأنّها ديواني الشعريّ المُتفق على إلقائه اليوم..
وضااعت منيّ الفرصة.
لا فرصةً أخرى..
هل تعي أنّك بعد كل هذا الاعداد تخطىء بغرفة..
ما أقرب النجاح..
وما أبعد تحقيقه.