مقالات ونصوص متنوعة

ذِكْرَيَات لا تُنْسَى, بقلم : ناريمان علي البابا “نص”

لَيْت الذِّكْرَيَات تَنْسَى لَيْتَهَا تُنْسَى كَتِلْك الْمُهْمَلَات الَّتِي نفرغها وَلَا نَحْتَاج إلَيْهَا ، الذِّكْرَيَات تَبْقَى ، تَبْقَى عالقة فِي أَطْرَافِ الذِّهْن ، أَوَدُّ لَوْ أَنَّ الذِّكْرَيَات وتواريخها تَنْسَى ، فَهِي تَجْعَلْنَا نَتَذَكَّر عِنْدَمَا نوشك أَن ننسى ، وَأَقُولُ فِي مخيلتي أَحَقّا يُمْكِنُ أَنْ ننسى شَيْئًا عَزِيزٌ عَلَيْنَا ، الْحَيَاة دَائِمًا تَعَلَّمْنَا أَنَّهَا لَيْسَتْ آمِنَة لِأَنَّهَا بِأَيّ لَحْظَة مُمْكِنٌ أَنْ تَخْطَف شَيْئًا هُوَ حَيَاتِنَا الَّتِي نَحْيَا لِأَجْلِهَا ، هَكَذَا نَحْن نراهن دَائِمًا أَنَّنَا سنفوز سنبقى مَعَ مَنْ نُحِبّ وَتَأْتِي الدُّنْيَا لِتَثْبُت لَنَا أَنْ لَا أَحَدَ يَبْقَى وَلَا شَيْءَ يَدُوم ، الْجَمِيع يَرْحَل وَلَكِنَّ الَّذِي يَرْحَل يَبْقَى بِمَخِيلَة الرُّوح ، لِمَاذَا لَا يَأْخُذُ الشَّخْص أَغْرَاضِه وذكرياته قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ مِنْ حَيَاةِ شَخْصٌ آخَرَ ؟ لِمَاذَا يُبْقِيه عَلَى وَجَع كَامِنٌ لَا يَشْعُرُ بِهِ إلَّا الشَّخْص الْفَاقِد لِعَزِيز عَلَيْه ؟ لِمَاذَا يُبْقِيه عَلَى صُرَاخ الْقَلْب الْمُوجِع الَّذِي يَجْعَلُهُ يتشاجر مَعَ نَفْسِهِ دُونَ دِرَايَة ؟ ، كُلِّ شَخْصٍ يُفْقَد أَحَدٌ أَوْ تسرقه الْحَيَاة مِنْه ، يَبْقَى يُصَارِع مَعَ نَفْسِهِ يكافح لَعَلَّه يَنْسَى لَعَلَّ اللَّهَ يُخْرِجُ مِنْهُ ذَلِكَ الشُّعُور شُعُور الْعَجْز وَعَدَم الْحِيلَة ، وَتَبْقَى الْأَسْئِلَة تراوده وتلاحقه مَاذَا بَعْد وَكَيْف الْحَيَاة سَتَكُون ؟ هُنَا عَلَيْهِ أَنْ يتأقلم يتعايش ، لِأَنَّ هَذَا هُوَ السَّبَبُ الْوَحِيد الَّذِي سيجعله يَسْتَمِرُّ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا ، وَإِذَا لَمْ يَحْصُلْ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُؤَدِّي بِنَفْسِهِ إلَى نِهَايَةِ غَيْر مُتَوَقِّعَة ، ستؤدي بِهِ إلَى الْهَلَاكِ ، إلَى الْهَلَاكِ النَّفْسِيّ

إقرأ أيضا:طريقة عمل سلطة الدجاج بالمكسرات


Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
شغف, بقلم : زهراء محمد السّلامة”رسائل أدبية “
التالي
انتفاضة شعور، بقلم: سالي عماد الدين غرة سوريا، دمشق”نصوص نثرية”

اترك تعليقاً