مقالات ونصوص متنوعة

كوفيد الموت ، بقلم : تاهمي وهيبة

أربع حروف وفقط لديها القدرة على أن تغير من حركة تيارات قلبك ،أربع حروف تتحكم بصدى أجراس حركاتك ،أربع حروف توحد العالم، وتعود بك الى ذكرى ماضي إنتفضته بتذمر، أربع حروف تتجسد في لفظ “عاجل”تعنون الكرة الأرضية معلنة حالة طوارئ .
لطالما إعتقدت أن العالم هذا الذي يشبه طفل مشاكس كثير الحركة متقلب الدوران لن يهدأ أبدا إلا يوم الموت جميعا ،يوم القيامة وفقط،
لكن تحدث المعجزات في الحياة وتصفعك في كل ظنونك لتبين لك حجم حماقاتك وحجم افكارك وحجيم قوتك تحت هذه الأرض البكماء،إنه يهدأ شيئا فشيئا، كهدوء معزوفة لاتينية قديمة، يقودها مايسترو كوفيد الموت، يحرك وتيرات البيانو بعنف صاخب الايقاعات، مجسد لنا لحن  القيامة التمهيدية …
غربل معه الرسميات، شل حركات العناق، وإمتزاج الأيدي ،إنه يصفي بعضنا ويبلع الآخر منا ،باعثا رسائل مشفرة للجنس البشري قائلا” لاتجرب ايها البشري الهزيل أن  تخرج من عتبات بيتك أنا هنا ،لاتجرب “.
 لطالما كنت من هواة افلام الرعب وشاشة سكار التيفي أنيستي في ذلك، لم تأتي لي بفلم يشل عروق البصري لدي ..حد اللامشاهدة
وجاء هو كهدية مارسية لأول مرة منذ العشرين من عمري!. رعب مصور على شاشة الدنيا  شريرها الكورونا وضعيفها البشر،
 بجودة ملك الموت المعدي ، يتجول في أنحاء الأجسام تجول صياد محترف، فريسته متجلية في شهيقك وزفيرك بين تناسب موجاتها يختبئ أظنه سيفوز بجائزة أرعب فلم وسيتغلب على أفلام هولييود التاريخية،الكلام مشلول، جلنا الان يتهجى لغة الأعين … الأعين النجلاء،  كأنها تقول لبعضها البعض لاتلمسونا بأجسادكم كفان تكفين لبريق لبنا، إلتمسونا بقلوبكم وفقط،بلى أكثر من ذلك أعتقد أن العالم في حرب ثالثة  طرفيها البشر والجانب الاخر فيروس كورونا الكل معني بدافع عن وطنه الكل يحارب أطفال نساء شيوخ لا أحد منفي حرب غير شرعية لاتستثني أحد يدافع البشر باأجود مدافعهم التنظيفية يتأهبون  لقتل عدو غير مرئي،سفاح يتغذى من ترياق تنفس البشر، يأكل رئتيك شيئا فشيئا كفأر مخرب ،الحرب لازالت قائمة وسيخيط التاريخ نتائجها، وخوفاي أن يصيبنا الجنون وليس الكورونا ،الساعة الآن تتباطئ دقاتها جعلني هذا أحاول أن أكتب لكم هذه الرسالة التي من الأرجح أن تكون أحرف وداع …
إن فاز كوفيد الموت بأخذ طاقة قلبي فاأعدكم أنني سأشاهد في العالم الآخر نتائج هذه الحرب الثالثة ..

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لكل بداية نهاية،بقلم:محمد قبلان
التالي
ثرثراتي الليلية/بقلم: اية خالد الجابري..(الأردن)”نصوص نثرية”

اترك تعليقاً