مقالات ونصوص متنوعة

فتاة الموت، بقلم: آلاء فارس أبو علي

أيعقل أنني ارتكبت جريمةً في غايةِ البشاعة لتكونَ عقوبتي الحكم المؤبد في المصحةِ العقلية ؟!
وَما يثيرُ الدهشة حقّاً أنني لم أعلم ما السبب الذي ألقى بي هنا ، لن أدرِ من هوَ المجرم الحقيقيّ لكن ما أدركهُ فقط أنني سأحترِف دورَ المجرم المزيّف لحينَ أن أقبض عليه بنفسي ، سأتلذذ وأنا أراه يستنزف طاقته بالدفاعِ عن نفسه وإلقاءِ اللوم مراراً وتكراراً على نفسي الظالمة ، فلتنتظرني أيها المجرم فلم ألقّب بفتاةِ الموت عبثاً لقد كان اللقب الأمثل لي .
قد كان شعارِ الأوحد ” لا للرحمة لمن اختارَ أن يلعب مع فتاةٍ مثلي ” فلم أعتد على الخسارة يوماً لذلك تمهّل قليلاً .

زقزقةِ العصافير في كلِّ صباح كانت تذكرني بصوتِ أجراسِ الموتِ حينَ كانت تقترب منّي ، كانت مع كلِّ رنّةً تفزع قلبي وكأنها مبعوثةٌ فقط لتأديةِ هذا الدور باحترافية تامّة ، ولم انسى ليالِ ديسمبر الباردة حين كانَ كاهلي بالأكمل يرتعش من صوت الرعد ذاك الذي كان يشعرني باقتراب الموتِ مني شيئاً فشيئاً .
قد كانت تلكَ الزاوية الأأمن لقلبي لا أعلم كم من شخصِ احتمى بها لكن ما أعلمه أنني لم أشعر بدفئٍ في هذا المكان سِوى هنا ، ربما هذه هي المنطقة التي كانت تحضتن كل من تفزعه الحياة وترعش قلبه الأكاذيب المزيفة التي ألقت به هنا وتميته تلكَ الأحداث الغير قابلة للنسيان .
يوماً تلوَ يوم وموتاً على قيدِ الحياة لا بل الشئ الأشبه بالحياة كنت أستنزف طاقتي بالتفكير بذاكَ الإجرام الذي ارتكتبته ! لا جدوى لم أحظى به بعد لكنني لن أيأس .
هل يا ترى سأبقى هنا طيلةَ حياتي أم سأخرج وأرتكب جرما حقيقا ومن ثم أعود !
لا إجابة ، فقط كتمان قاتل عتمةٌ موحشة أصواتا مفزعة للقلب تلك هي الأشياء التي كانت تحتويني بذالكَ المكان المظلم ، لكن مع كل هذا سأخرج وسأنتقم أعدكم يا ساده .

إقرأ أيضا:اضطرابات مرحلة البلوغ

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
وسائل مختلفة للاهتمام بجمالك
التالي
حول بلكونة منزلك الى جنينة وكافيه

اترك تعليقاً