وَما يثيرُ الدهشة حقّاً أنني لم أعلم ما السبب الذي ألقى بي هنا ، لن أدرِ من هوَ المجرم الحقيقيّ لكن ما أدركهُ فقط أنني سأحترِف دورَ المجرم المزيّف لحينَ أن أقبض عليه بنفسي ، سأتلذذ وأنا أراه يستنزف طاقته بالدفاعِ عن نفسه وإلقاءِ اللوم مراراً وتكراراً على نفسي الظالمة ، فلتنتظرني أيها المجرم فلم ألقّب بفتاةِ الموت عبثاً لقد كان اللقب الأمثل لي .
قد كان شعارِ الأوحد ” لا للرحمة لمن اختارَ أن يلعب مع فتاةٍ مثلي ” فلم أعتد على الخسارة يوماً لذلك تمهّل قليلاً .
زقزقةِ العصافير في كلِّ صباح كانت تذكرني بصوتِ أجراسِ الموتِ حينَ كانت تقترب منّي ، كانت مع كلِّ رنّةً تفزع قلبي وكأنها مبعوثةٌ فقط لتأديةِ هذا الدور باحترافية تامّة ، ولم انسى ليالِ ديسمبر الباردة حين كانَ كاهلي بالأكمل يرتعش من صوت الرعد ذاك الذي كان يشعرني باقتراب الموتِ مني شيئاً فشيئاً .
قد كانت تلكَ الزاوية الأأمن لقلبي لا أعلم كم من شخصِ احتمى بها لكن ما أعلمه أنني لم أشعر بدفئٍ في هذا المكان سِوى هنا ، ربما هذه هي المنطقة التي كانت تحضتن كل من تفزعه الحياة وترعش قلبه الأكاذيب المزيفة التي ألقت به هنا وتميته تلكَ الأحداث الغير قابلة للنسيان .
يوماً تلوَ يوم وموتاً على قيدِ الحياة لا بل الشئ الأشبه بالحياة كنت أستنزف طاقتي بالتفكير بذاكَ الإجرام الذي ارتكتبته ! لا جدوى لم أحظى به بعد لكنني لن أيأس .
هل يا ترى سأبقى هنا طيلةَ حياتي أم سأخرج وأرتكب جرما حقيقا ومن ثم أعود !
لا إجابة ، فقط كتمان قاتل عتمةٌ موحشة أصواتا مفزعة للقلب تلك هي الأشياء التي كانت تحتويني بذالكَ المكان المظلم ، لكن مع كل هذا سأخرج وسأنتقم أعدكم يا ساده .
Comments
0 comments