الحياة والمجتمع

الإنتحار بداية النهاية/بقلم سهام علي السيريسي

قالَ تعالى:
“ولا تقتلوا أنفسَكُم إنَّ اللهَ كانَ بكُم رحيماً”

الإيمانُ باللهِ سرُّ الحياةِ والأملُ الَّذي نتمسَّكُ بِهِ.
و الانتحارُ موتُ الأملِ للحياةِ، و هوَ ضعفُ الإيمانِ بالقضاءِ والقدرِ، و هوَ اليأسُ من رحمةِ اللهِ تعالى.
والشَّخصُ الضعيفُ هوَ من يستجيبُ ليأسهِ ويسقطُ أسيراً لضعفهِ بينما القويُّ لا يعبؤُ باليأسِ حتَّى لو كانَ بحجمِ الجبلِ.

الانتحارُ ليسَ موتُ الجسدِ فقط بَل هوَ موتُ الأحلامِ والطُّموحِ والأهدافِ، و هوَ موتُ الرُّوحِ و هيَ على قيدِ الحياةِ.

مِنَ المؤكَّدِ أنَّ دوافعَ الانتحارِ تكونُ ثقيلةً على الإنسانِ، و لم يستطِع تحمُّلَهَا، أو أنَّ الوهنَ قد أصابَ قلبهُ واستبدَّ بهِ فأصابَهُ الإحباطُ واليأسُ والاكتئابُ لدرجةِ هروبِهِ مِنَ المواجهةِ والمقاومةِ إلى الاستسلامِ للموتِ باختيارهِ.

الأملُ لا اليأسُ وثقافةُ الحياةِ لا ثقافةُ الموتِ هما دوافعُ للخروجِ من سجنِ التَّخلُّفِ إلى نسيمِ التَّحرُّرِ والتَّقدُّمِ.
والوعيُ الفرديُّ والجماعيُّ هوَ أوَّلُ خطواتِ التَّغييرِ الإيجابيِّ الَّذي يجعلُ من الحياةِ جاذبةً لا طاردةً. ومرغوبةً لا مكروهةً.

فمثلاً تقولُ تقاريرُ في ألمانيا أنَّ الخوفَ من حالاتِ الانتحارِ يوازي الخوفَ من تفشِّي المرضِ و ما زلنا في بدايةِ المرضِ(كورونا)
هذا دليلٌ على انتحارِ نهاية البداية.

سهام علي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
موضوع عن التلوث البيئي
التالي
كيف تبدأ الأم بمراقبة حركات الجنين

اترك تعليقاً