حياة الرسول والصحابة

خلافة علي بن ابي طالب

وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم هو الأقرب منهم إلى رسول الله  وقد استحقهم  ووافق على ذلك

خلافة علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن لؤي بن غلب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ويُكنّى بأبي الحسن، وكانت مُبايعته في المسجد، وقِيل بايعوه في بيته،[٢] ويُشار إلى أنّ عليّاً -رضي الله عنه- نقل مَقرّ الخلافة إلى الكوفة؛ لأنّها مُستَقرّ أعلام العرب في نظره.[٣]

صفات خلافة علي بن أبي طالب
استمرّت خلافة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أربع سنين وتسعة أشهر وسبعة أيّام،[٤] وقد اتّصفت بالكثير من الصفات، ومنها ما يأتي:[٥]

القرآن والسنّة المرجعيّة العُليا للدولة: كان منهج عليّ -رضي الله عنه- في إدارة دولته الالتزام بكتاب الله، وسُنّة رسول الله؛ فالقرآن يشتمل على جميع الأحكام الشرعيّة التي يحتاج إليها المسلمون لبناء دولتهم، والسنّة شاملة ومُوضّحَة لما ورد في القرآن من أحكام، وكان -رضي الله عنه- مُقتدِياً بمن قبله من الخلفاء؛ باتِّباع نهجهم، والمُضِيّ على آثارهم.
الشورى: كان عليّ -رضي الله عنه- مُلتزماً بمنهج الشورى في تصرُّفاته جميعها؛ عملاً بقوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)؛[٦] إذ كان على دراية تامّة بأنّ التشاور مع المسلمين، واتِّخاذ مُستَشارين له من أهل الوَرَع، والعلم، والسياسة هو السبيل لمعرفة كلّ ما يتعلّق بمحاسن الدولة، وعيوبها، وكان يَحثّ وُلاته على اتِّباع نَهجه.
العدل والمساواة: من أهمّ قواعد النظام الإسلامي التي تُساهم في نشر المودة بين الرعية إقامة العدل بينهم؛ لذا كان علي -رضي الله عنه- شديد الحرص على اتّباع العدل في حُكمه؛ فالحُكم لا يستقيم إلّا به، وممّا يَدُلّ على أنّه -رضي الله عنه- كان مُؤهّلاً لإقامة العدل بين الناس ثقةُ رسول الله به عندما بعثه قاضياً إلى اليمن، فكانت صفاته الحميدة وعلمه بالفقه من الأسباب التي ساعدته على تحقيق العدل الشامل طوال فترة خلافته.

إقرأ أيضا:معنى بيعة العقبة الأولى

أهم أعمال علي بن أبي طالب
قدّم عليّ -رضي الله عنه- أعمالاً يشهد لها التاريخ مقارنة بقِصر فترة خلافته، ومن تلك الأعمال ما يأتي:
حقّقت الماليّة العامّة للدولة الاسلاميّة في عهده الفائض الماليّ؛ فقد ازدادت إيرادات الدولة مقارنة بنفقاتها، وتمّ توزيع الزيادة بالعدل بما يَضمن تحقيق التكافل الاجتماعي، وقد تمكّن -رضي الله عنه- من تحقيق ذلك؛ لما تمتّع به من سياسة ماليّة حكيمة.[٧]
كان -رضي الله عنه- أوّل من خصّص يوماً للنظر في المظالم، وهو من وضع علم النحو على المشهور من أقوال العلماء.[٨]
كان -رضي الله عنه- حريصاً على تقديم النصح والإرشاد لرعيّته؛ من خلال الاحتكاك اليومي بهم، خاصّة يوم الجمعة، فخُطَب الجمعة تُعَدّ منبراً مهمّاً في توجيه الأمّة، وقد عُرِفَت خُطَبه بتأثيرها البالغ في نفوس الرعية؛ وذلك لاتِّصافها بالآتي:[٩]
الاقتباس من القرآن الكريم، والتأثّر بكلام رسول الله.
قوة الألفاظ، وقِصَر العبارات، ووضوحها.
استخدام أسلوب الطباق الذي يزيد المعنى وضوحاً، وتأثيراً.
الصدق في النصح النابع من حبّه -رضي الله عنه- لرعيّته، فكان كلامه يدقّ باب القلب مباشرة.

عدل علي بن أبي طالب
كان -رضي الله عنه- مثلاً يُحتذى به في إقامة العدل؛ فقد كان مُتَّبِعاً لسياسة رسول الله في تطبيق العدل الشامل بين الرعيّة؛ فالعدل دعوة عمليّة للإسلام تُؤَلَّف به القلوب؛ ولذا فهو من أهمّ الركائز التي نشأت عليها الخلافة الراشدة،[١٠] ومن الأمثلة على عدله -رضي الله عنه- ما يلي:[١١]

إقرأ أيضا:الدروس المستفادة من رحلة الاسراء والمعراج

طلب جماعة من أصحابه أن يتقرّب إلى الأشراف؛ من خلال إغداقهم بالمال؛ حتى تستقرَّ الأمور بيده، فإن تحقّق ما يريد، عاد إلى العدل في القسمة بين الرعيّة، إلّا أنّه رفض ذلك، وقال: “أَتَأْمُرُوْنِيْ أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالجَوْرِ فِيْمَنْ وَلّيْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الاسْلاَمِ وَاللهِ لاَ أَفْعَلُ ذَلكَ لَوْ كَانَ هَذَا المالُ لِيْ لَسَوَّيْتُ بَيْنَهُم فِيْهِ كَيْفَ وَإِنَّمَا هِيَ أَمْوَالُهُم”.
سأله أخوه عقيل أن يعطيه شيئاً من بيت مال المسلمين، فطلب إليه عليّ -رضي الله عنه- أن يلتقيا في المسجد يوم الجمعة، وعندما اجتمع الناس، وامتلأ المسجد بهم، قال -رضي الله عنه-: “مَا تَقُوْلُ فِيْمَنْ خَانَ هَؤُلاءِ، فَقَالَ أَقُوْلُ إِنَّهُ رَجُلُ سُوْءٍ، فَقَالَ إنَّكَ سَأَلْتَنِيْ أَنْ أَخُونَهم”.

واعتمد عليّ -رضي الله عنه- على مبدأ المساواة في دولته؛ فهو أحد المبادئ العامّة التي حثّ الإسلام عليها، إذ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ)،[١٢] فكان -رضي الله عنه- يُقسّم المال الوارد إلى خزينة الدولة مباشرة بالتساوي بين الناس؛ فلا يأخذ منه شيئا لنفسه إلّا مثلما أخذه غيره من الناس، وورد عنه أنّه أعطى امرأتَين الطعام والدراهم بالتساوي بينهما دون النظر إلى أصليهما، فاحتجّت إحداهما على ذلك؛ كونها من العرب، والثانية من العجم، فقال: “إنّي والله لا أجد لبني إسماعيل في هذا الفيء فضلاً على بني إسحاق”.[١٣]

إقرأ أيضا:إنفاق أبو بكر في سبيل الله

للمزيد من التفاصيل عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الاطّلاع على مقالة: ((سيرة علي بن أبي طالب))

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
إنفاق أبو بكر في سبيل الله
التالي
قصة ابو بكر الصديق

اترك تعليقاً