منوعات أدبية

رغماً عني أحبك، بقلم:يُمن شلاش، “نص نثري”

رغماً عني أحبكِ

وماذا بعد !!
خائنة أنتِ، نعم!
نطقت كل جوارحي بها عندما تأملتكِ بنظراتي، مبتسمة بقناع لا أعلم ما هو كهنه، مُلتحفة بلحاف لم يكن لكِ كان لأفعى وارتديته أنتِ ، عيناكِ لم يعد يسكنهما ذلك البريق المُحبب الذي كنت أغوص به وأرتقي إلى قاع الحب فتتوجيني بتاج الجُوى ، وتتفوهين بقولك أن هذا أبدياً لن يُفنى .
كاذبة أنتِ ، نعم قد تفوهت بها شفتاي رداً لقصائدكِ المُبطنة باللجين الجارح ،تنثرين فوقها ذرات وداً ليس وداً بل بقايا سمالاً لحب قلدتي به صديقتكِ ، غصت أكثر ببحور ملامحكِ باحثاً عن شيء يُكذب وجدي ، باحثاً عن شيء يطمنني أو يوهمني بأنك لا تزالي الفراشة التي أحب ، لا تزالي تحلقي بي فوق جبال حزني ، ولم أجدكِ ، ما عدتِ أنتِ ، نعم صرخت ! ما عدتِ أنت ِ ، بصم لي ذلك السقوط بحقيقة وجدانكِ الأصلي الذي كان يضع على عيناي من رحيقك الرمادي حتى لا أبصر خبيئتكِ ، ذلك السقوط عندما هويت من الغيم إلى الأسفل أين كنتِ ؟ أين هو وعدكِ ” إلى اللانهاية ” ؟؟؟ أين عزم يدكِ لا أبصره؟

وهل بقى شيء!! نعم بقى، بقي رماد رسائلكِ وضعته في حقنة أسفل قلبي ، بقي عطركِ الذي أحتسيته آمس ، وبقي صدى ضحكتكِ سجلته ووضعته بقارورة علقتها فوق وريدي، وأزهاركِ التي كنتِ تهبينها لي صنعت منها عطراً لأيامي، ستقولين هذا مُذل جداً ألا تزال تكن لي هذا بعد ! ولم أجيبك كان هناك صراعاً في جوفي بين أثنان، الأول يلعن وجودك وبقاياكِ والثاني يقولك لكِ لا تزالي تسكنين داخلي ولا أزال مهووس بكِ ويتغلب الثاني وأجيبكِ بأني أحبكِ رغماً عني ، حاولت بالبعد لحقبة وتهت في عالم لا أعرفه وكأنك دليلي ، ضعت في عالم لا أراه وكأنك بصري ، همت في عالم لا يوجد فيه الهواء وكأنك ما كنت أتنفس، عدت أليكِ رغم أنفي، مُجبراً ،مُساقاً بسوط نار على عقلي ، وأنطق لكِ أبقي حتى لو جربتِ علي مقصلتكِ، سأكون هناك شهيداً في جنتكِ .

إقرأ أيضا:موضوع عن التدريس الفعال

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
التالي
ماذا لو عاد معتذراً، بقلم: ميرنا محفوض، “نص نثري”

اترك تعليقاً