منوعات أدبية

تأرجحٌ في كونٍ باهت، بقلم:لونا حاتم عبدالله، “نص نثري”

||تأرجُحٌ في كونٍ باهِت||

مكبّلٌ بأصفادَ واهية لا حيلةَ لَه إنتزاعَها
تُعانِقُه كفَّا كرسيِّه لعلّها تقسُره الانتحار
لا عِلمَ لها أنَّهُ أضعفُ من إزالةِ بعوضةٍ
وجدَت في تفحُّمِ دمِه سبيلَ نشوةٍ مزيّفةٍ
فكيفَ عساهُ يَقوى الانتحار؟!
مَضى شَهرٌ ونيّف جارِه يتراكَضان إلى اللانهايةِ
وهو باقٍ كشائبةٍ عالقةٍ في رأسِ هذا العالم
طحالبٌ لا سيلَ يجرفُها ولا هي بمتحرّكة
دماغُه يتآكَلُ ليخلِقَ له بعضَ الطّاقة
فالسّكرُ باتَ حُلماً، لا بَل مُعجِزة
خضمّ سوداويّةٍ تلتَهِمُه مراراً لتبصُقَه في كلّ مرَّةٍ
باتَت تظنُّه سِيليلوزاً عَجيباً ليسَ إلا!
لم تُدرِك عَظمة، جَبروتَ وخُرافيّةَ أحزَانه
أحزانه التّي قبّلَت وسادَتَه يوميّة
تلكَ التّي عَجزَ فهمها سِوى خالِقُها
تَعرفُ كيفَ تعيشُ على حُطامِه
تَنتَعشُ بآهاتِه
وتتشرّبُ ينابيعَ أدمُعه الكوثريّة
تتغذّى على حشراتِ سعادَتِه
تَنمو فيهِ لتُفرغَه
تميتُه في ذاتِه كلَّ ليلَةٍ
آلامٌ يتيمةٌ ليسَت بعقيمةٍ
تتكاثَرُ بمنحىً وحشيٍّ
المئاتُ لا بَل الآلافُ مِنها
رأيتُها تتساقَطُ مِنه
لترصِّعَه ندوبَاً
حتّى ما عَاد يَحتمل
ولا يَقوى الهَرب.

#لونا حاتم عبدالله

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أعرني سكوتك، بقلم: هبة أيمن محمد
التالي
مَبسمٌ دامي، بقلم: سام عمار “خاطرة”

اترك تعليقاً