منوعات أدبية

رَحى حرب، بقلم المبدعة:آية أحمد الخطيب، سوريا، “نص نثري”

رحى الحربُ مازالتْ تدور بغيرِ الذي اعتدناه، دونَ الرصاصِ دون الدماء، دونَ أن تخبزَ رغيفَ خُبزٍ واحد…
تدورُ كما الزوبعة جارفةً معها كلّ الذي عهدناه
كما العادة موقفي لايعجبُ السيادة كونني فتاةٌ لاتُناصر أيةَ قضية، كونني لا أسعى سوى للسموِّ بالإنسانية
كلُّ آنثى في مجتمعي ليست إلاّ حمامةٌ في سربِ صقور لاتدافعُ عن نفسها إلاّ بالسكوت بالرضوخ والتّقبل اللامعهود…
هذا مايجعلني أخطُ شعاراتٍ يصدحُ صوتها، كما تعلمنا أن الكلمةَ ربما تكون كما الرصاصة وبما أنني لا أحمل غير قلمي سلاحاً فأنا اليوم
أعبرُ حقلاً من الرصاصِ الطائش، رصاص اللاأخلاق…
في وطني تم الاتفاقُ على النفاق، إن لم تكن بمكرِ الثعلب تذهبُ هباء
وطنُ الياسمين المُشّرب بعُرّي الأطفال بارتجافِ أجسادهم وسط شتاءٍ قارسٍ دونَ أدنى وسائل العيش…
كونني أكرهُ القوافي وأبتعدُ عنها لكن في الحديثِ عن حربٍ تذود ونارٍ تتأجج من الصمود لاسبيل أمامي سوى صفّ القوافي
قرأتُ منذ مدةٍ “أعيدوا صوتَ المدافع، فصوت الجياعِ أقسى”
تأملتُ بحالنا حال الأكثرية وتساءلتُ أين مستقبلي؟
كيفَ لي أن أبني بيتاً وسط هذا الركام، كيفَ سأتمكن بأن أُجرم بحقِ طفلٍ وأنجبهُ لهذه الأرض الجرداء
ماحاجتنا للنجوم، للقمرِ للغيوم، ماحاجتنا للشعرِ والشعراء، القلمِ والكتاب إن كُان الجوع يفتكُ بنا؟
هُنا الشتاء مثّقلٌ بالزمهرير، والربيع ذا وجهٍ شاحب، وكلّنا كما الخريف في تساقطٍ مُستمر من قاعٍ لقاعٍ أعمق
على أطلالِ هذا الخراب يجلسُ شبابنا يسمعُ صهواتِ بلادٍ عجفاء
وكما القباني رشقَ حبيبتهُ بغزلٍ لاعذري، نحنُ نتراشق بالرصاص.

إقرأ أيضا:موضوع عن في مرحلة من حياتك

#آية_أحمد_الخطيب

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لا زلتُ أنتظرِ، بقلم الآء عبد الجبار كايد
التالي
مُتمسكٌ بالحيـاة الجزء الثاني للكاتب يوسف الغنيمات

اترك تعليقاً