مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم بدر أبو ندى

مر على مغادرتي الحرب عامان….جراحي لم تلتئم بعد أصبت بمدفع قوي…وأصبت بسلاح ناري….واصبت بقنبلة يدوية…واصبت بطائرة حربية…ومن سوء حظي تلقيت كل الضربات بقلبي…نعم أنا لم اصب بالاذى من الخارج وكانت كل إصاباتي من الداخل وفي قلبي فقط…اصابني الحزن مرتين المرة الأولى اني تلقيت كل الضربات في قلبي ولم احصن قلبي جيدا…والمرة الثانية اني خسرت الحرب من امرأة….ما اضعفني اين رجولتي اين كبرياء الرجل والذي قتلني وشتتني وجعلني ذلك الشخص الابله أنها كانت تمتلك سلاحا واحدا فقط ( قلبي) كانت تمتلك سلاح قلبي اقوى أسلحة الدمار الشامل الفتاك…ولحسن الحظ انك بعد أن تضرب بهذا السلاح ستبقى صورتك جميلة لن تصاب بخدش واحد ولا بأي جرح ولن تفقد ذراعا ولا قدما…فقط ستتضرر من الداخل وبمنطقة واحدة فقط (قلبك) الحصول على هكذا سلاح تطلب منها ان تفتنني فقط بأن تقول لي أنت حبيبي،،أنت عمري،،أنت لي،، وأنت وأنت،، وبعد ذلك ستدخل قلبك حتى من دون أن تطرق الباب وتأخذ ذلك السلاح العظيم الذي عصف،،وقتل،،وسجن،،ودمر،،وعذب العشاق….عذبتني بسلاحي واردتني قتيلا بسلاحي ولم تشفق علي ولا عقلبي ابدا….عندما واجهتها بساحة المعركة أرسلت رسولي للتهدئة والهدنة لكنها رفضت الهدنة!!!…وبدئت المعركة وكان معي أسلحة قادرة على محو الكرة الأرضية..(اخطائها…وكذبها…وقسوتها….وحبها لشخص اخر) لكن اسلحتي لم تكن فعالة مقارنة بسلاحها الوحيد الذي وهبتها إياه (قلبي) فأرسلت الي بأول غارة خرجت من قلعتها وكانت دبابة…وبعد ان تلقيت الغارة الأولى تذكرت محادثاتنا وتذكرت كيف كانت تكذب علي وأنا اصدقها فقط لأني احبها….وما لبثت أن سمعت صوتا خفيف الوطئ يقع بجانبي وإذ بقنبلة يدوية انفجرت بجانبي ومع سقوطي على الأرض تذكرت اول مرة حضنتني…وكيف كنت متفاجئا منها ولكن تذكرت أنها فعلت ذلك لتسرق قلبي فقط….وبعدها سمعت سلاحا ناريا كأنه وابل من السهام والرصاص فوقي فاصابتني بعشر طلقات وسبع سهام ومع كل طلقة ومع كل سهم كنت أتذكر قبلاتها لي وكيف كانت تقبلني بكل كذب….فقط لأنها كانت تشفق علي وتريد الوصول لقلبي….وبعدها أذكر ذلك الصوت الذي أغلقت أذني لأجله من قوته وإذ بطائرة حربية تصوب نحوي براميل الفسفور المتفجرة فاصابتني في مقتل…..ومعها تذكرت كلامها بأن أول ابن لنا سيكون اسمه (سلام) لكني تأكدت انها كانت ستسميه (حرب) هنآ كنت متيقنا انه بقي لي انفاس معدودة…ونظرت أمامي وإذ بها نزلت من قلعتها واقتربت مني وكنت ذاك الشخص الذي لا حول له ولا قوة…وقالت لي كانت معركة جميلة تشبه الشطرنج والآن( كش ملك)

إقرأ أيضا:تدوين أخير ” بقلم بتول ابراهيم داؤد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
كوابيسُ يقظة، بقلم الكاتب:بديع البكور والكاتبة:دلع سائر داود، “نصوص نثرية”
التالي
ذكرى منسيةَ، بقلم:نور عدرا، “نص نثري”

اترك تعليقاً