Funny

نص نثري بقلم رنين قزاز

رحم اللّٰه أيام المقعد الدراسي…

كان أكبر مخاوفنا اختباراً مفاجئاً ، وأكبر خيباتنا علامة راسب! دارت بنا دفةُ السنوات وتحولت الاختبارات المفاجئة إلى مواقف ، وعلامة “راسب” أصبحت تأخذ مسمى خذلانٍ جديد ، كنا نخاف آباءنا واليوم هم الأمان الوحيد في العالم ، كنا نبغض المعلمين وإذ بنا نكتشف أنهم كانوا أكثر الناس حباً لنا ، كنا نكره النسخ ، والواجباتِ الكثيرة ، حتى اتضح لنا أنها كانت لعبةً سخيفة لتهيّئنا لواجباتٍ أكبر ومسؤولياتٍ أكثر ، كان أكبر همنا أن “نتحارب” مع الصديق المفضل أو أن يسرقه منا صديقٌ آخر ، كبر الهم بشكلٍ أكبر قليلاً أو كثيراً ، فأصبح على شكل قطيعةٍ بين شقيقٍ وشقيق ، بين أبٍ وابنه ، بين أخٍ وشقيقته ، بين والدةٍ وولدها ، يا لهذه الحياة المخيفة التي ما تلبثُ فيها من الانتهاء من درس ، حتى يأتيك درسٌ آخر ، وما من استراحةٍ ولو لعشر دقائق! كثرت الدروس وتنوعت ما بين طعنةِ صديق ، وزعل شقيق ، وسخط أم ، وغضب والد ، تضحك الحياة لنا ساعةً ، وتُبكينا ساعات ، حتى تأخذ بالجدية أكثر ، وتعبس بشكلٍ أكبر ، فيأتينا اختبارها على شكلِ خسارةٍ كبرى ، لتجعل منا شخصاً يندم على أيام الأمس التي كانت أسوأ أيامه ، ويتمنى أن تعود ولو للحظة ، بتُّ موقناً أكثر أن اليوم هو أفضلُ من الغد كما كان الأمس أجملَ من اليوم ، لذلك عيشوا حياتكم ، وامرحوا بشكلٍ ما ، عانقوا من تحبون ، اضحكوا بكل ما تستطيعون من سبيل فإنَّ الحياة أقصر مما يتوقع المرء..

إقرأ أيضا:نص نثري بقلم كوثر أندوح

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم دانية راعي
التالي
نص نثري بقلم إشراق الخريسات

اترك تعليقاً