Funny

نص نثري بقلم آية أبو فارة

أُمنياتي الهادئة..

ماذا لَو أنني أمتلك كوخًا خشبيًّا صغيرًا يطلّّ على البحر وأُقضي حياتي في غابةٍ متلألأة بالشَّجر المُخضر ويبدأ صباحي بأصوات العصافير المُتناغمة ؟ ذلك كل ما في الأمر لِ تغمُرُ قلبي السعادة الآن وأعود إلي طبيعتي واتزاني الذي فقدته منذ مدّة ، لا بأس بها وسط هذا الزحام والإنشغال والإكتظاظ وهذا هو ذاك الإنقسام المُتعب ما بين الواقع الأليم والأحلام السعيده .

أُريد أن أنغمِس في سعادة طفلٍ لِأوّل مرّة يرى البحر بأمواجه ويأخذ نفساً عميقاً ويشعر بالاسترخاء والراحة وتعلوا ضحكاته فيسهو ، ويمّد قدمه الصغيرة بِكل شجاعة نحو الموجه لِ تتلمسه ويشعر بها تارة ، ويسحبها من الخوف تارة أُخرى ..

أُريد أنْ أجلس ليلاً مُغلقةً عيناي أمام نافذة في ليلة ربيعية بارِدة هادئة تخلو من الضجيج ف تتطاير الستائر بفعل نسمات البحر ، وأكون جالسةً على مقعد يتطاير بي إلى الأمام وإلى الخلف كما تتطاير أفكاري ومشاعري كما الستائر تماماً .. فتارةً تذهب أفكاري إلى المُستقبل وأغوص في أحلامي البعيدة وتارةً أخرى أعود إلى الماضي وأتوه فيه وصوت الهواء العليل ممتزِجًا بأصوات أمواج البحر يقتحم تلك الأحلام والذكريات !

لو أنني أمتلك كوخاً يُطل على البحر .. كانت ستغرق كل كدمات المزاج ، فأيَّ كدمات يمكن لها أن تنجو وهي تطفو ما بين أزرقين !

إقرأ أيضا:نص نثري بقلم هنادي خليل الكومي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم عائشة ابو شهاب
التالي
نص نثري بقلم نعيمة معيزة

اترك تعليقاً