خاطرة

مرض خبيث بقلم أنغام أبو جمال

عن لسان إحداهن?

(مرضٌ خبيث)

بتُّ أسيرة مرضٍ يكادُ ينهش روحي لا جسدي، فصدقَ مَن وصفه بالخبيثِ المُميت.

في كلّ مرةٍ أقف فيها أمام المرآة أحاول أن أتمعن تفاصيل وجهي وبدني الصغيرة. لكن، أرى بأنها مرةً بعد مرة تبهت شيئًا فشيئًا، بدأت بالإضمحلال فأنا أرى التلاشي المُخيف يلتهمُ أدق التفاصيل وأجملها، تلك التي تمنحني الشكل الملائكي وتُضفي البراءة على هيكلي.

أقبلتُ على مرحلةٍ أخشى فيها المرآة أن تُصادفني، ما عدت أطيق النظر إلى نفسي، فرؤيتي لمعالمي الهالكة تقتلني وفوق ألمي تضاعفها بآلامٍ أعظم، تُفتك قلبي وتنزفُ روحي حزنًا على حجمِ المُصاب الذي أصابني.

أصبح الشعورُ بالأشياءِ مِن حولي مُستحيلًا، فلا أشعر بالفرح ولا السعادةِ التي كنت قبل هذا أشعرُ بها.

والطفولةُ لا أدري أين ذهبت مني، أحيانًا أراها تقفُ على أعتابِ الكهالةِ مُتّكئةً على عُكازِ الخوف، الخوف مِن النهاية التي تقتربُ مني في كُلّ ثانية، فأنا الآن عجوزَةٌ على حافة القبرِ ستُدفنُ عما قريب.

أجل فهذا ما أشعرُ به ولا شعورَ يفوقُ شعور الألم والحُزن واقترابُ فكرة الموتِ والرحيل الأبديّ مِن الذهن.

– أنغام أبو جمال

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نا الصبابة بقلم رهف بدوان
التالي
نبضات مهجورة بقلم يارا عادل السليمان

اترك تعليقاً