فن الكتابة والتعبير

وعدٌ تلاشى للكاتبة نور علي السريحين

تتساقط الأمطار، والريح قوية لدرجة مخيفة، والشوارع فارغة، الجميع محطم فزع غير قادر على السير في الشوارع بسبب تلك الليلة المظلمة المليئة بالعواصف المدمرة، هكذا كانت ليلتي الأولى عند فراقك لي، بعد مرور عدة سنوات على الحب الذي كان الجميع يمقتوننا لأجله، ها قد مرت ست سنوات على فراقنا ولم تجف دموعي يا عزيزي الى الأن، وجرعات الأدوية اليومية لم تنفذ من حجرتي الحالكة بالظلام و المليئة بذرات الاكتئاب الحاد، وصورنا الممزقة، وجميع ذكرياتنا التي تعاهدنا على الحفاظ عليها إلا أن يحين وقت الزفاف، تلاشت وتقطعت وأصبحت غير مرئية ولا معروفة ما هي وما الذي كانت عليه.

اليوم هو يوم زفافي من شخص لا أعرفه، عندما أتى لرؤيتي بعد محاولات عديدة من عائلتي لرؤيته، تزينت لكي لا يظهر أمامه اثار كسرك لي، والمقابر السوداء التي تحيط عيناي من كل الاتجاهات، وشحوب وجهي كأنني امرأة ثمانينة حمقاء تحتسي الخمر على أطلال عشيقها منتظرة إياه عائدا بعد وعده لها أنه سيكتفي بالعمل في الخارج،  سنتان ويعود ومضى أعوام طوال ولم يعد ولم يسمع عنه خبر، وما زالت انتظر حتى بهتت.

ارتديت ذاك الفستان الأبيض الهزيل الذي كنت تحبه وتريد أن أزف به وتسريحة شعري المفرود لخصري مع القليل من تجعيدات الشعر البسيطة كما تحب والتاج المرصع باللؤلؤ، كنت مبهجة في تلك الليلة، أمسكت بهاتفي وأرسلت لك، ها أنا أزف إلى أحد غيرك سيداعب شعري المفرود بأنامله، ويقبل جبيني الناعم، ويلمس يداي ويرقص على أنغام هادئة بين جميع الحشود ويظن أنني خجولة ولا يدري أنني شخص منطفئ من الداخل مهدم، روحه معلقة بجسد آخر وفي تلك الليلة بنفس التاريخ المذكر الذي افترقنا به فارقت الحياة بعد أن فارقتها منذ ست سنوات.

إقرأ أيضا:اجمل كلام عن الاب 2021

نور علي السريحين

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
وعن أي ليلة تريدُ أن أخبرك؟، بقلم: إسراء ياسر جدوع
التالي
نص نثري بقلم تقى اسامة بني هذيل

اترك تعليقاً