منوعات أدبية

تناقُض، بقلم:أحمد هيثم دغرور، مجلة أعرف أكثر، نص نثري

ما زلت في العشريناتِ من عمري ولكن أشعرُ و كأنني قد هرمتُ حقاً
أشعرُ و كأنني على مشارفِ السبعيناتِ و قد هزلت قوايّ
إنعدام الرّغبات و الزّهد في كلِّ شيءٍ
الضحكُ المصطنعُ المستمرُ على كلِّ شيءٍ
لا أحب ُ أحداً و أيضاً لا أكرهُ أحداً
لا أرغبُ في الخروجِ إلى مكانٍ
لا شيء لهُ معنىً
كلَّ شيء هو عابرٌ الوقتُ و الأشخاصُ و الأحداثُ
أرغبُ في العودةِ إلى تلكَ الأيام الّتي كانت أمي فيها توبخني إذا أردت الخروج بمفردي دون إذنها
لَم أكن أعلمُ مدى جمال أن يعتنقَ المرءُ وسادتهُ و ينام و هو يشعرُ بالأمانِ على نفسهِ من كلِّ شيءٍ
ظننتُ أنّه عندما أصبحُ شاباً قادراً على الخروجِ بمفردي سأكونُ سعيداً
في الحقيقة لم أكن أعلم ماذا تعني السعادة
أما الآن أدركتُها عندما فقدتُها تماماً أدركت أنني كنت سعيداً حقاً في تواجدي بالمنزل
لقد تفائلتُ في هذه الحياة أكثر من اللازم يا أمي
ألا سلاماً على ما مضى و سلاماً على كل ما هو آتٍ
سلاماً على خطيئتي و صوابي
سلاماً على حياتي و تجاربي
سلاماً عليّ فقد كنت في يوماً من الأيام إنساناً بحق
انحدرتُ حتى فقدتُ كلَّ شيءٍ دون شعور
جسدُ شابٍ بروحِ عجوز سَئم من عدمِ انتهاءِ تلك الحرب الطاحنة في داخلهِ تماسكَ في مظهرهِ قدرَ الإمكان
و ها هي اليوم تنفجر من داخلهِ رُغماً عنهُ
الحربُ المستمرة دونَ توقف أتعبتهُ
ها هي تزدادُ تعقيداً و صعوبةً يوماً بعدَ يوم
لَم يعد يدركُ نفسهُ هل هناك أملٌ أم لا
ما زالَ يجلسُ لوحدهُ و ينتظرُ
ينتظرُ ربما غيثاً أو نوراً أو ربما موتاً ينهي كلَّ شيء
فقد سَئم القتال
الموت هو خيار مريح حقاً و يتناقض بشكلٍ كليٍّ مع مبدَأُه حيثُ أنّ لا مكانَ للإستسلام
لَم يعد يملك الطاقة لإنجاز شيء
و هنا يدخلُ في دوامةٍ لا تنتهي و لا يعرف كيف يهدئ كل هذا
رجاءاً أيتها القوّة الّتي أخبرَتني عنها أمي كانت تسميها اللّه
رجاءاً مدي يديكِ ليَّ إن كنتِ موجودة
ف لَم يبقى شيء…

إقرأ أيضا:طفلٌ وثلاث خيبات

#DRAGON

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
محمد قنوع حاول منع ابنته من ارتداء الحجاب ولكن هذا ما حصل
التالي
عبارات تفاؤل

اترك تعليقاً