منوعات أدبية

نهايةٌ مُقدسة، بقلم:نتالي دليلة، مجلة أعرف أكثر

ها أنا أمسك القلم و أهمُّ بالكتابة
بينما تغرق سفينتي بكلّ صمتٍ و هدوء
قبطانها جيلٌ بروحٍ كئيبة و صورٍ سعيدة كاذبة
و جنودها كتبٌ بصفحاتٍ فارغة و غلافٍ ماكر ٍغشّاش
اصطدمَتْ بالواقع الجليديّ فحدثت الكارثة
و بدأت تنهار الجذور و تتماوت الأرواح بين دقيقة و أخرى
و في إحدى الزوايا ثغرٌ عمرهُ سنتان يبتلع من المياه الغاضبة ما لم يحترم تكوينهُ الضعيف
أرواحٌ تركتْ صدىً لن ينتهي و بوشاح النّدم توضّأتْ
غاصَتْ بطيفِ النّسيان .. غاصَتْ حتى امَّحَتْ
كم تمنّتْ لو عادَت لحظاتٍ قليلة إلى الوراء
فقبّلتْ يداً علّمتْها حرفاً
و بجّلتْ نجماً سهرَ على راحتها
و مسَحَت كلّ لومٍ و توبيخٍ و عتب…
كم تمنّتْ لو قدّسَت والديها حتى الفراق
و همَّتْ بشيبِــهما حتى الغسق
و رقَدَتْ بين تجاعيد وجنتيهما حدَّ الأمَد

ها أنا أمسك القلم و أهمُّ بالكتابة بينما تغادر قدمي المحطّة
دعوا الذمَّ و العيبَ و المهانة
فعقاربُ السّاعات قد تتوقّف بين عشيّةٍ و ضُحاها
دعوا الضّغينة و البغضاء
و النّفور و الحقد و العداء
و مجّدوا رمال دقائقكم بالألفة و الإخلاص
لن تمشي بقدمٍ مبتورة و لن تحلّق بجناحٍ مكسور
و لسوفَ تقَع ثمّ تقَع ثمّ تقَع ..
فـ تنهَض من تحتِ الرّكام لتلحق بالمحطّة قبل أن يفوتَ الأوان
تهاجمكَ – الأنا – و تطيحكَ نظراتهم أرضاً
بينما يغادر القطار
فتركض بسرعة
تتباطئ الثواني
و تتوقّف الرّمال
و يعود الصّدى لينادي
آهٍ و ألفُ آه لو عادَ بيَ الزّمَن ..

إقرأ أيضا:عَنها بِِها بقلم شذى عز الدين فتيان

❥??????? ??????

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
قصيدة بعنوان ربما بقلم فراس عبيد
التالي
متاهةُ الحب، بقلم:ريما علي السح ، نص نثري

اترك تعليقاً