مقالات ونصوص متنوعة

أغدًا ألقاك ؟! بقلم فرح شريف

أغدًا ألقاك ؟!

ظلَّ هذا الهاجس يلحُ على يراعي، وينفخُ في روحه كي يكتبَكِ، ويخطَ حروفًا لا تأبه دروب الضباب والعتمة، وهي تخطو بأرجلها عتبات سطور أوراقي
ظلَّ يراود قلمي عن نفسه كي يتنزلَ وحيه، ويخرجَ من صمته، ويفيضَ خاطره بحروفٍ لطالما ظلت سجينة عزلتها داخل صدره أعترفُ أني سوّدتُ لكِ كلمات كثيرة، ولكني فشلت في تبييضها فَـ قلبي كما قلمي بات متمردًا، لم يعد ينصاع إليّ كلما احتجتُ إليه
فحين يسكنني حبك، ويجتاحني هاجس طيفكِ، ينتفض كل شيء فيّ كأنه يحدث الآن، ويسكبُ قلبي حينها حروفه لأجلكِ فاعذري حروفي إذ جاءتكِ بعينينِ مرتعشتينِ تحملُ ارتباكها بين يديها، وهي تعبرُ جسرًا محمولًا بين قلبي وقلبكِ واليوم وأنا أغدو نحوكِ بحثًا عن لقاءٍ هاربٍ، أسيرُ إليكِ ثملًا عبر أرصفة الشوق، حنينٌ يطويه حنين، وخطوةٌ تأكلها خطوة، وقد تعلمتُ كيف أبتلعُ أملَ اللقاءِ جرعةً جرعة.
أفتش عنكِ في فراغات المدينة، وجيوب زواياها
أبحث عنكِ ؛في وجوه العابرين، وحكايا الغابرين في سطوح أبنية، ولحن أغنيةفي كلمات قصيدة، وحاشية جريدة وفي رذاذ العطر، وصوت المطر أنحدرُ أنا وأشواقي صوبَ حفرة الموت وهاوية الخوف.
موجاتُ أشواقي تفنى في طريقها إليك، إذ لم تجد الرياحَ التي تحملها إلى شاطيء قلبك.
فتقسيطُ اللقاء إلى دفعاتٍ غير منتظمة، هو نسيئةٌ في العذاب، تارةً على شكل حروف متناثرة، وتارةً صوت مبتور متقطع، ويظل اللقاء الحي معتقلًا خلف قضبان المسافات، يخوض ثورته هناك محاولًا رتق المسافات المعلقة على أمل اللقاء.
فرح شريف

إقرأ أيضا:أين الحب يا أمي، بقلم: أسماء شعبان سالم

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
موضوع عن المورينجا
التالي
خمسة أيادي تبعث فيني الحياة بقلم:”إسلام مرزوق العليمات”

اترك تعليقاً