خاطرة

أبكي وأبتسم بقلم أميرة محمد برغوث

أبكي وابتسم
وهب الهواء وانتثرت أوراقي بالمكان وسقطت الأقلام وكسرت الأحلام في تلك الليلة المظلمة ثار الألم بقلبي كدت انفجر كالبركان وآه من الآلام .
نسمات الهواء الباردة تتخلل جسدي وتجتمع صوب قلبي وكانت تشبه كتلة البرود التي أصابتني .
تذكرت ! تذكرت ابتسامته وبدأت بنوبة ضحك ترافقها دموع لا أعلم أهي دموع الخوف أم الفراق أم الاشتياق أم دموع الخذلان؟ تبا !
وقفت أمام المرآة نظرت إلى نفسى وإذ أنها فتاة القوة بعينيها البراقتين مليئتان بالدموع وكانت عيناها كاللؤلؤ لامعة وكالسماء الماطرة .
استلقيت على الأريكة وانا أمسك بيدي قلادة أمي كم تمنيت لو أنها معي كنت أهذي أمي أمي أمي .
استيقظت في الصباح على صوت موسيقى فيروز ورائحة القهوة وكانت عيناي متورمتين قليلا وتؤلماني نهضت واحتسيت القهوة سألني والدي
كيف كانت ليلتي الماضية ؟
ابتسمت وقلت لقد شاهدت فلما جميلا يا أبي لكن النهاية سيئة لأن الأم توفيت وبدأت دموعي تتناثر .
نظر إليّ والدي نظرة وكأنه يقول أنا أعرف كل شئ تمنيت أن أعانقه وأبكي بصوت مرتفع .
فجأة ضحك أبي و بدأ يتحدث عن طفولتي وكم كنت شقية ضحكت كثيرا حقا الأب هو الدواء وهو الأمان والقوة اللامتناهية .
ذهبت إلى الحديقة وهب الهواء ورأيت أوراق الشجر المتساقطة وكانت أوراق الخريف كخريف الأحباب وتساقط المطر فقررت العودة إلى المنزل وكان غزيرا بدأت أبكي وأثرثر الى متى سأهرب إلى متى سأتجاهل حقيقة أن ألآمي سببها أنني أحببت وأنني كنت أخشى عليه من نفسي وأنني اعتنيت بقلبه كما لو أنه طفلي ووضعت ثقته وكأنها وسام الشرف ، حقا كنت حمقاء عندما كنت أبكي خشية انا أؤذيه خشية أن أكون ندبة لقلبه كنت دوما اخشى أن أكون مصدر الألم أما هو وكأنه بعهد مع الله أن يؤذيني وكان يسعى جاهدا ليحرق كل ضحكاتي كان يسعى ليطفئ شمعة آمالي .
بدأت اسأل نفسي هل أنا كنت الجزار الذي سن سكينته على قلبي عندما أحببته ؟ هل أنا كنت كالسرطان لقلبي ؟
هل أنا في مرحلة ما كنت الهاوية التي سقطت منها؟
كنت أكثر الناس ضحكا رغم كل شئ كنت أردد أنا بحالة جيدة كل شيء على ما يرام أنا بحالة جيدة و قوية و عاهدت نفسي أن يراني الجميع بأني قوية ولن أُهزَم.
أميرة محمد برغوث

إقرأ أيضا:إليك يا ظل رصاصتي أكتب”بقلم بيان باسل الهليس

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
كلامُ قلبي، بقلم: شذى يوسف حسن
التالي
الكابوس بقلم آية عوني صالح

اترك تعليقاً