فنون أدبية

مُثقلةٌ يغزُوها الفيضَان، نص وجداني، نثري، بقلم:ملك جلال خريبه

“مُثقلةٌ”

مُثقلةٌ هِي ، مُثقلةٌ رُوحها بِشيءٍ إذ تَجمّع العُلماءُ لِيزنُوه لَن يُوثقُوا سِوى ضَئالةٍ مِن الذرّةِ رُبما أو أقل ..
تُواسِي رُوحَها ، تُلمْلمُ خَيباتِها ، عَاصِفةٌ حلّت بِجسدٍ لطالمَا أصابهُ الفيضان لسنينٍ عِده ،
فبات لا يحتمل العواصِف .. بل بات القحطُ بشيءٍ مُحببٍ لديهِ ،
فَليسَ بِوسْعها رُؤيةُ شيءٍ من منظورِ حُبٍ أو لوْعةٍ أو إيجابيةٍ..
بَاتتْ تقْتاتُ على نفسِها لشدةِ آلامها ، فَلمْ تجد مَن يُواسيها سِوى ذَاتِها ، فَباتت تُؤمن بِتلك المقولةِ التي تخبرنا بأن الألمَ لا يُؤلم سِوى صَاحِبه ومَن أَصابَ فَحسب ،
فَكأنما كَانت فِي عُشٍّ دافيءٍ سَابقًا فوق إحدى شُجيراتِ الغابةِ ، يُحيطُها الجّميعُ والطبيعةُ ايضاً ..
فبَاتت اليوم بحلولِ العاصفةِ وحيدةً ، يغزوها اكتئابٌ لا يوصف ببضع كلمات ٍ ،
فكأنما سماءُ روحها تمطرُ قطراتِ مطرٍ برّاقٍ كَبريق احدى الاحجارِ الكريمةِ التي تُولدُ من أعماقِ بَواطِنِ الارضِ بعواملٍ مؤلمةٍ جُزئياً ، فينبعُ من بينِ الألمِ حجرٌ بجمالٍ ذا قيمةٍ ..
بكاءٌ كأنما هطلَ على ارضها الداخليةِ التي حلَّ بها الفيضانُ والسيولْ لتزيدهُ فوقَ همِّهِ همًّا..
فلا شيء ها هُنا يُسمى بِـ مريحٍ ، سوى الموتِ ،
فهي مُثقلة بِـ فيروسٍ لا يزن سوى شيءً من الذرةِ ،
ولكنها إنسانٌ، والانسانُ طبيعةٌ ، تُصيبها الحرائِق والكوارثُ .. وتثقلُهَا شجرة حُرقتْ بَل و تُؤلِمُها ، فتُعلنُ خسارتِها لشيءٍ ثَمِينٍ مِن لُبِّها ، مَراسِمُ التأبينِ تغدُو بحرقِ ما يجاورهَا من اشجارٍ كحدادٍ لفقدها ..
فَيقُومُ الإنسانُ بِدورِه بالعزاءِ على خَسارَتِه ثَروةً نَباتِيّةً ، فَهو لَيسَ بِعلمٍ بإنّ العزاءَ الأول للطبيعةِ فَهى مَن فَقدتْ إحدىَ أبنائها ..
مثقلة هي كَطبيعةٍ مُعلنةً حدادًا !.

إقرأ أيضا:قصيدة مقتبسة من الشاعرة “سارة رائف”

مَلَكْ

#وجدانيات#منطق#أدب#خيال#جمال

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أنين ذكرياتنا، بقلم: ميس الجيتاوي
التالي
لغةٌ حباها اللهُ حرفاً خالِداً بقلم عائشة قدحات

اترك تعليقاً