عالم الوهم ( الشيزوفرينيا )
لم ام أعد أرى شيء …… بت أرى نفسي فقط…. كلما نظرت حولي أتوهم كائنات مخيفة تحيط بي … تحدق بي … تحاول قول شيء لي … لكن لا تستطيع … لا أعلم ان كان هذا وهم أم حقيقة ، تحاول الهجوم ، ولكن شيء يمنعها ، كنت أصرخ بشدة ، لا أحد يسمعني ، وكأنني انتشلت من عالم البشر الى عالم موحش ، عالم امتلأ بالكائنات المخيفة ، شاحبة اللون ، أحاول قدر المستطاع أن أهرب ، لكن بلا جدوى … لم يعد هنالك أي فائدة من الهرب …بت أختبئ منهم … ولكن أيضاً بلا جدوى … هناك شيء يمنعهم من إيذائي … يمنعهم من لمسي … لم أعلم ما هو …….
كان كل شيء مخيف في هذا العالم الغريب … كنت أرى الأشياء بطريقة مختلفة … كنت أتصرف كالأطفال … لقد كنت خائفة جداً … كطفلة تتوهم الوحوش تحت سريرها … أصوات مرعبة تترنن داخل أذني … كنت أنام لعلي أستيقظ في غرفتي وعلى سريري … كنت أتمنى أن يكون مجرد حلم سيء … وأن كل هذا مجرد وهم وتخيلات … لكنه لم يكن كذلك … لقد استيقظت في نفس المكان ، بت أشعر بالهرم في هذا العالم … كنت ألمس وجهي وأحس بالتجاعيد ، توهمت الشعر الأبيض الذي غزا رأسي ، لم تكن دموعي تتوقف عن النزول … لقد اختلطت مشاعري … هل أبكي ؟ … أم أضحك ؟ .
ذهب عمري في هذا العالم القاسي ، سقطت على الأرض وصرخت بصوت عالي ، أعلى من أي شيء …. لقد أخرجت ألمي ، ودموعي ، وكل شيء سيء كان بداخلي ….. كانت صرخة روحي ، لم أتذكر ابداً ماذا حصل بعدها … رأيت جسدي على الأرض مستلقي ، كانت عيناي مغمضة … كانت الكائنات تنظر الي بلهفة كأسد لم يأكل قبل أعوام ، هجمت على جسدي …. نعم رأيتها وكنت أنظر اليهم وأنا أبكي … لقد مت … نعم هذا ما حصل لقد مت في هذا العالم بعيداً عن أهلي ، وأحبتي … بعيداً عن أحضان أمي … بعيداً عن منزلي ، وعالمي أجمع ،،،،،،
بعد لحظات قصيرة حسبتها أعوام ، استيقظت مفجوعاً … رأيت أمي وأبي ينظران إلي بلهفة ، ورأيت الطبيب النفسي يجلس على كرسي بجانبي … ابتسمت لهما ، ودمعت عيني من شدة سعادتي ……. همست بصوت خافت : يا للعجب
رزان محمود ملكاوي
Comments
0 comments
