نص نثري بقلم وعد الحسين

(بينَ الأزقةِ)

ليلةٌ سوداويّةٌ ينتابها ضجيج،
صوت الرياح يعلو والغيوم تفقدُ السيطرة في السير،
والأفكار أشعلَتْ في الرأسِ مِدفأة، فلا شيء على ما يُرام!
الأحلام تلاشَتْ
والواقع يتحطمُ رويداً رويداً،
ليس إحباط إنَّما واقِع مليء بلونِ الليل،
تلونَتْ الأحلام وأصبحَتْ مُختلفة
فاندَثَرَتْ،
ليسَ الخطأ بأنَّ ثوب الأُمنيات طويل جداً،
بل لأنَّه تمزَقَ شيئاً فشيئاً،
و بينَ الأزقةِ تبقى ذكريات الرغبة التي أصابَها الواقع بخيبةٍ عميقةٍ،
عذَّبَتْ الرُّوح بصمتٍ رهيب، وكأنَّما لا يوجد أمل قط!
اختفَتْ فجأةً،
والأصوات تُربِكُ دقات القلب الحزين
وبدأتْ العين تُمطِر المياه المالِحة، أصبحنا وسط متاهة
إلى أينَ الآن يا تُرى؟!
هل هذا كابوس أم الحقيقة؟!
ليستْ كما تمنيّنا أبداً!
أعتَقد بأنّها عاصِفة وستزول،
ولكِن هلْ ستأخذ معها القلق والخوف والتشاؤم؟!
كُلّ شيء أصبحَ باهِت،
الأيام مُتماثِلة
ولكِن في كُلِّ يومٍ يزدادُ شُحوب الوَجه والصُداع في الرأس ورجفة القلب التي لا تنتهي!

Comments

0 comments